أدب و ثقافةروايات و قصص

رواية عمر خان ومملكة الجماجم الجزء الثامن

محمد رضا كافي

Ω 15 Ω

دخل قائد الشرطة على “سعيد فاريان ” في خلوته وهو عابس الوجه :

-لم يستطيعوا النيل منه .. لقد حالت الأمواج الهائجة بينهم و بينه و بالكاد إستطاعوا العودة ..

إستشاط “فاريان ” غضبا وهو يقول :

-تبا ..كان يجب أن ينالوا منه .. لن نستطيع الوصول إليه بسهولة الآن ..

فأطلق القائد زفرة حارة قبل أن يقول :

-لقد بذلوا ما في وسعهم .. و لكنه حظ عاثر ..

فسرت قشعريرة باردة بجسد “فاريان ” عندما داعبته فكرة رهيبة , و بعد لحظات من الصمت قال في إرتباك :

-هل نذهب إليهم ؟

فعقد القائد حاجبيه و هو يقول في توتر :

-الأمر يعود إليك .. كما تريد .

صمت “فاريان ” و هو يفكر في الأمر .. يجب أن يقدم لهم شيئا ثمينا ليقبلوا مساعدته .. فلو لم يعجبهم حديثه , كان في ذلك هلاكه المبين .. ما يعرفه عنهم أنهم منعزلون عن بقية الجزيرة في معبدهم فوق جبل ” البعث ” عند أطراف ” رامستان ” .. كان السلطان يجزل لهم العطايا ليقودوا جنوده إن حدثت الحرب .. السلطان ذاته يخشاهم ..فهم فصيلة من الشياطين سكنت الأرض و برعت في إستخدام أدوات الحرب و السحر ..لا يشق لهم غبار في المعارك .. حتى أنه يقال أن خمسة منهم قاموا بالقضاء على مئتين و خمسين جنديا روميا في البحر الأعظم حاولوا الإستيلاء على سفينة تقلهم .. و كان الجنود في طريقهم إلى إحدى المعارك كإمدادات .. فصار الخمسة كالأشباح يتقافزون من سفينة لأخرى يقتلون العشرات و العشرات من الجنود في دقائق معدودة ..لم يدرك حتى الجنود من خلالها ما أصابهم .. و تركوا السفن تصل إلى المعركة محملة بالجثث ..بدلا من المدد ..

” ماذا قررت ؟ ”

إنتبه “فاريان ” من شروده و شعر أنه في مأزق فعلي .. و لكن لا مفر :

-سنذهب إليهم .. و ليكن الله في عوننا جميعا ..

********************
16 Ω

كان الملك “شربان ” يجلس على عرشه و علامات التوتر و القلق بادية على وجهه , و كان حوله مستشاريه في صمت يراقبون ملكهم قبل أن يقطع أحدهم حبل الصمت بقوله :

-لا تقلق يا جلالة الملك .. سينجح بإذن الله ..

فتنهد الملك قبل أن يقول :

-الوقوف ضد الكاهن ليس بالأمر اليسير ..فما بالك بتجاوزه لجبل “النار ” ؟

فقال آخر :

-لقد كانت رؤياك أيها الملك ..أنت من رأيت ذلك الفتى يواجههم ..

فقال الملك في شيء من عدم الثقة :

-نعم لقد رأيته يواجهه .. ولكن لم أره ينتصر عليه ..سيكون لديه من الشجاعة كي يواجه ذلك الطغيان ..ولكنه ليس لديه من القوة ما يجعله يتغلب عليه و يتجاوزه .. قد تكون نهايته .. وهو في البداية و النهاية مجرد بشري بسيط ..

فقال الأول :

-يا جلالة الملك ..لقد انتصر على الأفعى الحارسة ..و لم ينتصر عليها قبله أحد..

فقال الملك :

-لقد انتصر عليها بشجاعته و جرأته و ذكائه .. ذلك الأمر مختلف ..سيواجه الآن سحرا أسودا لعينا ..

دخل “برنان ” المجلس فجأة فنهض الملك ليعاجله بالسؤال :

-أكل شيء على ما يرام يا “برنان ” ؟

فأومأ “برنان ” بالإيجاب وهو يقول :

-الجنود على أهبة الإستعداد ..و المراقب يراقب كل شيء بدقة في إنتظار إشارة الهجوم ..

ثم صمت لحظة و قد بدا عليه القلق فسأله الملك :

-أهناك شيء ما ؟

فقال “برنان ” في تردد :

-هل أنت واثق من أن هذا الفتى سيستطيع إتمام مهمته بنجاح ؟ وكأن بي أرى سمكة صغيرة تواجه قرشا ضخما في قاع المحيط ..

فأطرق الملك رأسه قليلا قبل أن يقول :

-ليكون الله في عونه .. و ليكن في عوننا جميعا إن فشل ..

أطرق الجميع رؤوسهم .. و بدأوا في الدعاء..

***********************************
…..يتبع
محمد رضا كافي

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى