
أحمد الأكشر
يكتب
رقصة الوداع الأخيرة
…………………….
بعنايةٍ فائقةٍ ربطت
رابطة المجتمع الأنيقة
هرولت للشارع مرتدياً عصابة
العينين
عصابة العينين العتيقة
نبضي خارج جسدي
خارج جاذبية
الارض المقيتة.
هذه هي أكثر لحظاتي
الكاذبة صدقاً
و أكثرها اقناعاً و زهواً
عندها أصبح كرة مطاطٍ كبيرة
كيف الحال
ما هو رأيكُ في الطقس
و الأسعار
و الهمهمات من حولي
أيضاً ليست غريبة.
روتين .. روتين … روتين
تحطيم لأعصاب الجدال
لأوراق التحاور
الأبيضُ في قَميصي
يتخاصم معي
عن عبارات النفاق
في لسانيَ المريبة.
فَرضٌ عليَّ أن ابتسم
و أن ارتسم
على طاولاتِ الهمجية
كدميةٍ بلهاءٍ رخيصة
سمكةٌ تُخرِجُ فُقاعاتِ الملل
إلى السماء البعيدة
رحلةٌ يومية
رحلةٌ طولية
من الشرق للغرب
و من الجنوب للشمال
و اختصار الوقت
في كلماتنا المهُينة
عقارب الساعة تلدغ
أطراف اليوم
تلدغ بلا هوادةٍ
أطرافي النحيلة
ما حققتهُ اليوم
لم أخطط له بالأمس
و الأمس ينشر الأكاذيب
في نهاري
عن انتصاراتي الهزيلة
غريبة ٌ تلكَ الحواجز في الأروقة
بين مناوشات
يدي مع أوراقي
و الحرب الطاحنة
في الهوامش العريضة.
رفعت راية الأنكسار
في منفاي
في جزيرتي
في عزلتي الاجبارية الأسيرة
بعيداً عن هذا الكون
بعيداً عن صخب الحشد
بقدمٍ و ساقٍ جريحة
كيف تستقيم رقصتي
رقصة وداعيَ الأخيرة
أحمد الأكشر