ثقافة و حوار

رسائل نون

منال سناء

عزيزي القارئ..
اخترت أن يكون أول لقاء لي بعد نجاح فكرة “فنجان قهوة مع ديدة ”
يكون بإطلالة جديدة؛ فكرت كثيرًا إلى أن وجدت خير لقاء في أن يكون (فضفضة) معك أنت أيها القارئ.
وبالتأكيد الفضفضة لها غرض، و هدف، وإلا ستكون عبث، ووقت مُهدر.
فللفضفضة.. أشكال، وأشخاص، وعواقب تكاد تكون وخيمة، وأحيانًا نتائج كارثية؛ ومن الجائز مفيدة.
“عندما تتحدث مع نفسك فأنت تتحدث مع شخص يفهمك” هذا نوع من الفضفضة
“عندما تقوم بتدوين ما تمر به نفسك من خلال الكتابة فأنت تتخلص من أثقالك” وهذا نوع آخر من الفضفضة.
“عندما تتحدث مع شخص تثق وترتاح له فأنت تفرغ همومك” فهذه فضفضة أيضا.
(الجديد فضفضة كاتب مع قارئ)
قررت أن أضع أثقال وهموم أعوام على أوارق كانت سبب في أرق قلمي؛ منذ بدء الكتابة، والخروج على القارئ بأوراق لكى يقرأ… “أفكار، وأحلام، وأماني”.
*فلنبدأ رحلة الفضفضة…. *
أصعب علاقة هي العلاقة بين الكاتب والقارئ، ربما شعور الكاتب بمسؤولية مضاعفة بأنه صوت القارئ، أو ربما لأنه مصدر انتشار فكر، وفكرة ما؛ يجوز لانه الخط الأول فى مواجهة أفكار راسخة خاطئة يُريد تغيير الكثير منها.
علاقتي مع الورقة والقلم بدأت فى سن مُبكر جدًا…
الرحلة بدأت بمحاولات كثيرة ومرت بمحطات كثيرة؛ تقليد مرة، خوف مرات، تردد، عدم وعي، وتفاهات.
لكن أهم محطة كانت التوقف عند”أنا ككاتبة” لماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟
فوجدت قلمي حائرًا، وتائهة أوراقي بين إرضاء نفسي و مزاج القارئ، وكان أمامي تحدي هل أكتب تقليدي أم مسايرة رغبة الشارع؟_لكي أكسب_
فأمسكت بالقلم، و بدأت أضع كل التساؤلات الدائرة داخل فكري على أوراق.
هل يملك قلمي فكرة؟ هل لقلمي رسالة ولمن تُرسل؟ هل أطلق لقلمي العنان، أم أضع قيود له؟
فقررت عدم تَتْوِيه أفكاري بين التردد والخوف؛ و خير وسيلة كتابة قناعاتي الداخلية مع الأخذ فى الاعتبار أن الكاتب يحتاج لقارئ جيد؛ والقارئ يحتاج لكاتب حقيقي لديه علم ومعرفة بظروف الحياة، مجرياتها، وحالات القارئ الفكرية، ونوع المشاكل التي يعاني منها؛ ولا يغفل قلمي حق القارئ فى تقبل أو عدم تقبل أفكارًا جديدة.
بدأت تدريب قلمي على الوعي والمعرفة و تقصي الحقائق؛ واحترام عقلية القارئ، وكيفية التعامل مع الانتقاد من جانب القارئ، والتواضع والصبر. واتخذت قرار الخروج إلى القارئ، وخوض التجربة مع تهيئة النفس بالصدام والتجاهل؛ والنقد اللاذع.
فقررت ألا أسجن قلمي فى سجن اليأس أو الاحباط؛ فكلها سجون تمنعني من الكتابة؛ و قررت أن أفتح الباب وأحرر أفكاري من سجنها، أوقظ الأمل بأعماقي، وأسمع ترانيم المجد، وأرى النجاح قادم.
إن النجاح في الحياة اختيار، وأنا اخترت أن أحيا بالأمل، لعل يوما يأتي النجاح، وفى أعماقي يقين أن قلمي يستحق النجاح، فمن يعلم ما الذى تخبأه لى الحياة.
كما كنت مؤمنة أن هناك يوما ما ستصل أفكاري النابعة من قلبي المُحب، ونفسي المُخلصة، وفكري الواعي المُتجدد؛ غير منفصل عن الواقع؛ حتمًا ستصل رسالتي.
فاتخذت قلمًا من الفولاذ لا يُكسر أمام رفض قارئ، وتصنيف مجتمع؛ وهجوم كاتب على كاتبة لمجرد اقتحام مجالًا ظن أنه ملكًا خاص لا مكان فيه للتاء المربوطة.
حجزت في البداية مكان ضيق وسط أقلام عملاقة؛ وعيني على توسيع المكان رويدًا رويدا. كانت رحلة شاقة وممتعة، وكنت ككاتبة أجد مذاق خاص كلما اتسعت مساحة تواجدي، وكلما بدأت رسالتي المخطوطة بأفكاري تلامس عقل، وفكر ونفس القارئ.
قُرائي الأعزاء…
في السابق كنت أكتب أحيانًا ما يجول داخلكم، و يلامس واقع تعيشون داخله؛ ناقشت مشاكل، وظواهر طرأت على مجتمعنا الهادئ.
كنت لسان حال الكثير منكم، قلمي كان وسيلة للأغلبية، أنتم وجدتم أنفسكم من خلال سطورى.
فاسمحوا لي بحكم الصلة التى توطدت بيننا..أن أرسل إليكم رسائل” فضفضة أسبوعية”.
✒الراسل /منال سناء

اظهر المزيد

نافذ سمان

كاتب وروائي سوري الأصل يقيم في النرويج له خمس أعمال منفردة ( مجموعة قصصية ،ثلاث روايات وديوان نثري ) إضافة لثلاث كتب جماعية. له عديد المساهمات في المنظمات الانسانية والتربوية. كاتب مقالات رأي وصحفي في العديد من الصحف والصفحات العربية والنرويجية. صحفي لدى جريدة فيورنجن النرويجية.درس الصحة النفسية للطفل لدى جامعة هارفرد 2017. مجاز ليسانس في الحقوق 1999 وعمل كرئيس لقسم الجباية في سوريا لحوالي 11 عاماً.
زر الذهاب إلى الأعلى