أيها الغريب
تشرق الشمس وتغيب على قلبي الغاضب منك فيخبرني أني لا أعرفك…رغم أنك تسكنني لكني لا أعرفك!
تتكاثر الغيوم في سمائي وترعد وتبرق صارخة في وجهي أنني لا أعرفك
لا أعرف من أين تأتي بكل تلك القسوة في حالات غضبك ولا كل ذلك الثبات حين تبتعد راحلاً.
ولا لماذا أحيانًا يقف بيني وبينك حائلًا كبريائك وكبريائي أيضًا رغم كل الحب المغروس بالقلوب ،
لكن وعلي الرغم من ذلك ،أعلم تمام العلم متي تنطفئ شمس عينيك رغم ثغرك الباسم ومتى يبزغ القمر في مقلتيك رغم صمتك ،
متى يعصف بك الحنين،ومتى تلقي على قلبك قناع أصم فلا تبالي…
فإن كانت عدم المعرفة هي هكذا فليتك إذا لا تعرفني كما لا أعرفك.
ربما حينها ستشعر بما يحمله قلبي لك على البعد كما أشعر مابروحك
،ربما ستسمعني كما يحدث كلما حاولت أن أنام فأسمع صوتك وأنت تضحك، تناديني باسمي ،تلوم قلبي المبتعد ،تنادي روحي المتألمة منك وتخبرني أنك تحبني،ليتك تعي أنني أعتبرك أنا،
ليتك تعي أنني حين أقول سأرحل للأبد
لا أعني في الحقيقة إلا تمسك بي ولا تفلت يدي ،وإبق معي دوما،
أيها الغريب…
اليوم حين أتيت إلي لم أستطع أن أتذكر أسباب غضبي منك
ابتسمت أمام ابتسامتك
فمنحتني عناقًا أنبت المزيد من الزهيرات الصغيرات بقلبي ومحا كل الدموع المتبقية من ليلة أمس الغاضبة،
جلسنا علي الشاطئ نرقب الغروب
فرأيت المد عال جدًا والشمس والقمر مجتمعان معًا… تعجبت جدًا،
أشرت لي علي مرمى البصر فرأيت مركب شراعي صغير تتلاعب به الأمواج علي الشاطئ فلا تتركه يرحل مع الريح ولا تجعله يرسو بهدوء…مد وجذر في وقتٍ واحدٍ
صمتنا بترقب وحذر.
تسائلت أحان وقت الرحيل؟
هل اليوم هو اليوم الموعود الأخير…
أخبرتني بصوت مطمئن:
– لا لا مازال لدينا وقت
لا تقلقي
نظرت لك لأتأكد أخبرتني عينيك ألا أخاف ونحن معًا
أسمعتني مقطوعة موسيقية هادئة ودندنا معًا أغنية بسيطة ابتسامة عينيك تغمرني سكينة ،دومًا ما تنسيني عينيك كل شىء
ورأسي حينما يستند علي كتفك أملك العالم …
وحين يغفو كفي داخل كفك يمنحني السلام
مجرد وجودك يطيب كل الآلام بهدوء و دون مجهود …
اذا رغم كل شيء لاشيء أجمل من أن نرقب انتهاء العالم معًا وننتهي معًا….
فيوم وحيد رائع معك يغنيني عن عمر كامل طويل بعيد عنك…
نهاد كراره
