دماء ليلة زفاف

في تمام الساعة التاسعة صباحا استيقظ على صوت والده وهو يقول له:قوم يابني انهاردة فرحك …أزاح الغطاء من فوق جسده وظل جالسا في سريره ينظر للجدران وكأنه يودعها…ينظر للستائر والنوافذ..ينظر لجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به …ولدولاب ملابسه ومكتبه ومقعد يجلس عليه في سهراته وحده حتى مطلع الفجر…ثم نهض وذهب للحمام …حينما مر من أمام المطبخ نظر لوالدته وهي تعد الفطور له بيض مسلوق وعسل أبيض وكوب لبن وبعض الخبز الطازج و7تمرات …احتضنها وقبل وجنتيها….ثم ذهب للحمام وظل واقفا تحت المياة لايتحرك يتذكر فقط مافات …شريط حياة العزوبية يمر من أمامه ويتنهد…أغمض عينيه وأغلق المياة وارتدى ملابسه و وضع منشفة على رأسه… خرج من الحمام وصلى صلاة الضحى وقرأ في المصحف …رن هاتفه …أصدقاء الطفولة والفيسبوك والجيران الجميع يتصل به ويقولون: أية يابني الوضع عندك أحنا جايين قول للحاجة تجهز الغدا بقا ومش هنسيبك انهاردة…يضحك بصوت عال يامرحب يامرحب بالرخامة أخيرا هترحم منكم….يغلق السماعة وينظر لغرفته مرة أخرى….يشم رائحة طعام أمه آتية له من المطبخ ..رائحة الثوم للملوخية الخضراء والمحشي فهي تعد له مايسمى” حلة الوفاق” بينه وبين زوجته مكونة من حمام محشي وبط ودجاج …يرتدي بدلته السوداء ورباط عنق أحمر وحذاء أسود ويضع على شعره مايثبته ويجعله يلمع….يحضر الجميع إلى منزله ويعلو صوت الزغاريد وتحتضنه أمه وتقبله…يزفه الجميع و فجأة يشعر باهتزاز هاتفه ..لقد أستلم رسالة مكتوب بها “مبروك يامن كنت أملي الوحيد في الدنيا” ….أخذ جانبا بعيدا عن الجميع وقال لهم : اسبقوني انا افتكرت حاجة هعملها واحصلكم حالا…أتصل بها ووجدها تبكي…حاول أن يسمع صوتها ولكن صوت البكاء كان أقوى…قال لها : أعذريني وسامحيني غصب عني…حاولت أقنع أهلي مقدرتش عارف إني غلطان في حقك بس غصب عني …ظلت تبكي وتبكي…أرجوكي صوت عياطك بيعذبني…فجأة سمع صوت ضجيح وظل ينادي وينادي ولم ترد عليه ثم سمع صوت رجل يرد عليه: الوو الووو صاحبة التليفون ده رمت نفسها فى المية وانتحرت….لم يصدق ماسمع وظل يبكي ويبكي تذكر كل لحظة معها …هي فتاة تكبره بخمسة أعوام…تعرف عليها من الفيسبوك وكان يعشقها لمدة سبع سنوات وكانت تنتظره…حاول أن يقنع أهله بها ولكن الجميع رفض لانها تكبره…حاول أن يعشق غيرها ولكنها أحتلت قلبه ونبضه…وها هو أضعف منها يتزوج غيرها يتزوج من اختارتها له أمه….أمسك ورقة وقلم وكتب سامحيني ياأمي لن أتزوج ولن أعشق غيرها وسأغادر من أجلها الدنيا ….توجه للمطبخ وأحضر سكين حاد تستعمله أمه لتقطيع البصل واللحوم ونام على سريره وقطع شرايينه وغرق قميصه الأبيض في بركة من الدماء ورحل هو الآخر عن الدنيا…و أخيرا تلاقت في السماء أرواحهما المتباعدة عن الدنيا.

#دماء_ليلة_الزفاف
#هناء_مطر