
سارة عطا
منذ تلك الليلة حالكة الظلام على روحي أنقلب حالي رأسًا على عقب لم أعد أفهم زوجي عيناه تنظرلي ولا تراني .لم أعرف كيف أعبر له عن ذلك الذي أشعر به .
حديثه الطويل معي صار جملا مقتضبة ،حتى مدحه لملابسي بات يغلفه التجمل الذي فرضه عليه عقله أن يبدي به طالما أرتديت له ثيابا جديدة
حتى في ملامسته لي غدوت أشم رائحة الخيانة تفوح منه وعطر أنفاسه الذي كنت أتنعم به. لم أعد أشعربه كأن الهواء سحبه دفعةً واحدة وترك لي بدنه فقط بجواري.
لا أدري ما سر هذا الشعور الذي أجتاح أوصالي وكاد أن يحطمني ويدمر صفو حياتي بسبب أسئلة عقلي المخالفة لشعوري” هل أنتي أصبحتي من الزوجات اللاتي تشك في أزواجهن وتخربن بيوتهن بأيديهن بدون دليل ”
لا بالطبع لم أكن أنا فأنا حريصة أشد الحرص على بيتي الذي أشعر فيه بالأستقرار الذي لا أحسه حتى في بيت والدي الذي ترعرعت فيه وأحب أولادي وقبل تلك الليلة الغابرة كنت أعشق زوجي ولم يزورني النوم إلا وأنا بين أحضانه .
أصبحت المعارك تنشب داخلي بسبب الشجار الدائم بين نفسي وعقلي وحين يدخل معهم قلبي في الشجار يحمى وطيس المعركة .
الساعة الخامسة مساءً ولم يعد حسام من العمل بيد أنه عمل حكومي ولا يستمر لهذا الوقت ولكن أصبح هذا هو المعتاد منذ شهرين معللًا سبب التأخير بأنه في شغل حر .
عاد في هذا اليوم الساعة العاشرة مساءً طفح بي الكيل ولا مفر من معاتبته ومعرفة ما يدور في خلده وسبب تغيره .
قال لي بهدوء تام ” حبيبتي لم أعتاد منكِ سؤ الظن ولم أعهد عليكي أي تقصير معي أزيلي أي غبار أتى على خلدك من ناحيتي ”
أستقبل عقلي كلماته بالترحيب مصفقًا له وأعطاني دافع أن أطمئن له وأن لا أشغل بالي إلا بزوجي وأولادي .
الشارع متكدس بالناس والسيارات أنه موسم العيد والكل يشتري الملابس وأنا ماسكة بيدي أولادي الثلاثة شعرت بأنه لم يكن قرارصائبا مني أن أخرج بمفردي مع الأولاد في ذلك الزحام
ولكني حينما أتصلت ب حسام أعتذر قائلاً “حبيبتي، أنا في شغل حاليًا فلم أرغب في تعطيلة وأثرت الخروج بمفردي مع الأولاد.
قبل أن أعبر الطريق في هذا الزحام أنظر يمينًا ويسارًا عن كثب وحرصًا على سلامة ألأولاد حينما التفتُ يمينًا تسَمرت عيناي وجحظت كادت أن تخرج من مقلتيها.
أنه حسام زوجي وبجانبه امرأة
غشيني موج أسود كالظلم كدت أن يغمى علي أفاقني صوت أولادي وهم يقولون بابا بابا .
تمسكت بأيديهم أكثر وكأني شعرت بجانب شعور الأمومة في لحظتها شعور الواقع من طابق علوي ويحتاج أي شيء يمسك به فهل يوجد أغلى من أولادي كي أمسك بهم وأشد عضدي بهم .
لم يستجب لنداءاتهم لم يسعني القول أن أقول بسبب صدمته في رؤيتنا والتي لم تكن وردت في حسبانه فهو حقًا أسرع منطلقًا بسيارته كاللص الذي وجد البوليس أمامة لكن بالأحرى لألتزامه بضوابط المرور فنحن في منتصف الطريق فأنى له أن يقف.
تماسكت مواسية لنفسي حتى أصل بأولادي لبيتنا سالمين متجاهله لأسألتهم التي كانت تمزقني كالخناجز في صدري ماما من التي كانت بجانب بابا ؟
ماما لمَ لم يرد علينا بابا ؟ ووالى أين هو ذاهب ؟
عودت البيت مستلقيه على فراشي لم ينصفني حلقي لإيصال أي صوت لأولادي فكانت غصة واقفه فيه لم تساعد الصوت ليصل لفمي فلم أنبس ببنت شفة حتى عاد وأعطى لنفسه زمام التحدث في الأمر علَه يريد أن ينقذ ماء وجهه فقال أنا لم أخونك أنها زوجتي .
أصابني الذعر مما صرَح به وأسعفني لساني في نطق ما يعتمل في صدري فقلت له :
طالما تعتبر أنك لم تخونني لمَ أخفيت علي ،وما معني الخيانه غيرأنها أخفاء الأمر عن صاحب الحق فيه. وأنا زوجتك الأولى وأم أولادك
بت في أحضانها في تلك الليلة حالكة الظلام لروحي وتركتني أتقلب في فراشي على جمر من القلق عليك خشيةً من مكروة قد لحق بك لو كنت أخبرتني منذ تلك الليلة ما كنت قلقت لبرهة وطمئنت نفسي بأنك لا تستحق..
لكني لست لائمة عليك اللوم على سذاجتي أنني لم أصدق خيانتك إلا بعد ما شاهدتك بعيني ألم يكن لي قلب أرى به وروح أبصر بها .
لكني أعتمدت على بصيرة عقلي الذي قد خذلني من قبل في أختيارك زوجًا لي .
سارة عطا