
حول طاولة الطعام جلس رجل و إمرأة وأربعة أطفال…يبدو من وجوههم أنهم سعداء…الأب على مايبدو كان يومه شاق ،حينما جلس أمسك بيديه اولا كوب من الماء ،ثم بدأ يحتسي شوربة الدجاج وبدأ في تناول الطعام… يبدو من نظراته انه شارد في موضوع ما ،ربما غلاء المعيشة، وربما زحمة المواصلات ..الأم منذ الصباح تعد الطعام…أشاهدها عن بعد فأنا كنت اختبأ خلف صف من الاصدقاء…وحينما عاد الأطفال من مدارسهم احدثوا ضجة تربك المكان…ظلت الأم تصرخ قائلة: كفى وهيا ساعدوني في إعداد المائدة …أمسك كبيرهم الأطباق ووضعها على المائدة…ثم أحضر الاوسط أكواب الماء وصغيرهم حملني أنا واصدقائي …لقد احضرتنا الأم معها منذ الصباح حينما استيقظت واتجهت نحو المخبز …ظلت واقفة في صف طويل “طابور” كي تحصل علينا…وما انا حصلت علينا تركتنا بعضا من الوقت في الهواء …ثم وضعتنا في كيس بلاستيك شفاف واتجهت بنا إلى منزلها…افرغت حقيبتها حيث ابتاعت أيضا بعض الأغراض في طريق عودتها…وضعتنا في سلة إلى أن تنتهي من إعداد الطعام…ظللت اراقبها واشفق عليها من المعاناة…وحينما إنتهت من واجباتها المنزلية عاد الجميع وها هم يتناولون الطعام…طفلها الصغير يريد رغيف خبز… أمسكت بصديقي وقطعته أربعة أجزاء وكأنها تمزق يومها الطويل الشاق وأدركت أنا ان نهايتي ك نهاية صديقي سأتمزق ولن يشعر أحدا بي سوى الامعاء.