أدب و ثقافة

حوار مع الاعلامي والشاعر الاردني عمر ابو الهيجاء حول مسيرته الشعرية

عمر أبو الهيجاء: قصيدة النثر شكل من أشكال الشعر لا يمكن إغفالها

حاوره الكاتب سامر المعاني

 

مكان الولادة: الأردن – اربد – 21/10/1959 – التحصيل العلمي: دبلوم محاسبة سنة 1982 – يعمل حاليا رئيسا للقسم الثقافي في جريدة الدستور الاردنية

• الاصـــــــــدارات الشعرية: – “خيول الدم” 1989 دار ابن رشد- عمان

– “اصابع التراب” 1992 دار قدسية للنشر- اربد.

– “معاقل الضوء” 1995 دار الينابيع للنشر- عمان

– “أقل مما أقول” 1997 دار الينابيع للنشر- عمان نشر بدعم من وزارة الثقافة

– “قنص متواصل” 2000 دار الكرمل للنشر- عمان، نشر بدعم من أمانة عمان الكبرى، –

“يدك المعنى ويداي السؤال” 2001 دار الينابيع للنشر- عمان، نشر بدعم من وزارة الثقافة،

– “شجر اصطفاه الطير” 2004 منشورات امانة عمان الكبرى –

“أمشي ويتبعني الكلام” مختارات شعرية 2007 منشورات امانة عمان الكبرى. –

“بلاغة الضحى” 2012 صدر بدعم من وزارة الثقافة الاردنية، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت. – “ويجرحني الناي”، ديوان شعر قيد النشر- يصدر هذا العام عن دار الأهلية للنشر والتوزيع عمان – بيروت

– “وأقبّلُ التُراب” صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية 2018 –

– وله العديد من الكتب المشتركة مع آخرين شعرا ودراسات وحوارات. – وله قيد الطبع: حوارات في الفكر والثقافة ورواية بعنوان “رائحة العتمة”.

الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء حدثنا عن بطاقتك الشخصية وبطاقتك الابداعية؟

_ سؤال مباغت أعتبره، أجريت العديد من اللقاءات الصحفية، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه مثل هكذا سؤال، على كل حال، أنا وأحد من المعذبين على هذا الكوكب، أحمل زوادة عمري على ظهري كي أواصل المسير إلى وطن يحملني ويحمل عبء السنين والشتات الجسدي والروحي..هذا أنا ورقة بيضاء أطرزها بدم الحروف النازفة من شراييني كي أضيء درب المتعبين مثلي.

حدثنا عن بداياتك وما هي أهم أسباب ميولك لكتابة القصيدة النثرية؟ وما أهم الأسماء التي أثرت في انتاجك ومسيرتك؟

– أذكر أننا في مرحلة الطفولة أثناء الدراسة الإعدادية كانت لدي موهبة التمثيل والتقليد أقصد تقليد الأصوات وأكثر الأشياء التي كنت أقلدها صوت الطائرات والصواريخ التي كنا نسمعها يوميا و هي تلقي بأثقالها على مدينة إربد في منتصف الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي من قبل العدو الصهيوني، حينها سكنتني الكثير من الأسئلة المحيرة عن الرحيل والشتات والنفي من أرض الأجداد فلسطين. من هنا، نما لدي إحساس بالفن لأن الفن مقاومة، فكانت أول مسرحية قمنا بتمثيلها في مدارس وكالة الغوث في مدينة إربد ومن إخراج الفنان الكبير خليل مصطفى، قمت بدور عجوز فلسطيني معتقل..هكذا كانت البداية مع الفن. فيما وأنا في مرحلة متقدمة في الثانوية كتبت العديد من القصص القصيرة جدا، وكانت لغتي أقرب إلى النص الشعري، ونشرت أول قصة لي وأنا على مقاعد الدراسة الثانوية بعنوان “تشظيات” إلا أنني بعد ذلك بدأت بنشر نصوص نثرية تحت”نصوص” لاتخلو من اللغة الشعرية وإن كانت في باب النثر الفني،، وكانت العديد من النصوص في هذا الباب المسمى “قصيدة النثر” إلا كتبت أيضا قصيدة التفعيلة من قبل ولم أنشر أي قصيدة تفعيلة إلا بعد من تمكني من القصيدة المتفعلة، وكان أول قصيدة لي موزونة نشر في مجلة أفكار نهاية العام 1980، هذا كانت البداية مع الشعر والأدب، قصيدة النثر أخذت مني شوطا كبيرا وهي ليست كما يعتبرها البعض بالأمر السهل، الشاعر المجرب والمتمرس في الكتابة الشعرية لابد وأن يكون قد مارس كتابة القصيدة الموزونة وإن أراد أن يجرّب في شكل آخر للكتابة الشعرية كقصيدة النثر فهذا أعتقد متاح للشعراء الذين بدأوا تجاربهم مموسقين. حقيقة هناك كتاب أو كتبة لنطلق عليهم لا يعرفون الوزن وليس لديهم المخيلة مجرد كلام من هنا وهناك لا رابط بين المفرادت هؤلاء أساءوا للشعر وقبل كل شيء أساءوا لأنفسهم وللقصيدة سواء الموزونة أو قصيدة النثر. أما الأسماء التي أثرت في تجربتي كل قصيدة جميلة كان لها الأثر الكبير في داخلي، هناك تجارب شعرية أحببتها: الشاعر الكردي سليم بركات، محمد الماغوط، محمود درويش، وقاسم حداد.. وغيرهم، إلا أنني حاولت أن أجد الصوت الخاص بي الذي يمثلني، وكل قصيدة أحببتها كنت أحاول دوما أن أتجاوزها، كي لا أكون نسخة عن غيري..الشعر حياة وأنا أجد هذه الحياة في الشعر.

ماذا عن أول مجموعة شعرية نشرتها، وهل أثر موقعك كصحفي بجريدة الدستور الأردنية على عملك ومنتجك الأدبي ؟

– أول مجموعة نشرتها كانت خلال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1989، وهي باكوة نتاجي الشعري عن دار ابن رشد للنشر بعمان لمديرها الروائي والقاص علي حسين خلف، وتضمنت مجموعة من القصائد الموزونة وقصائد أخرى تنتمي لقصيدة النثر، وكتب عن هذه المجموعة أكثر من دراسة نقدية وخص الدكتور الناقد عبد الفتاح النجار كتابا عن إحدى قصائد المجموعة مع عدد من الشعراء الأردنيين أذكر منهم: محمد القيسي، جميل أبو صبيح، ونادر هدى وغيرهم، وهذه المجموعة عاينت فيها الوجع والهم الفلسطيني والشهداء برؤى جديدة لا تخلو من المخيّال الشعري وحداثة النص الشعري. أما الشق الثاني من السؤال كوني أعمل صحافيا ورئيسا للقسم الثقافي في جريدة “الدستور” الأردنية، الصحافة والإبداع توأمان كلا منهما يكمل الآخر، بمعنى أن الصحافة عرفتني على الكثير من المبدعين واحتكاك بهم عن قرب، هذا وقبل كل شيء الأديب الذي يعمل في مهنة الصحافة يفيد من الصحافة الكثير من لغته ويضفي عليها جماليات اللغة لتشد القارىء إليها، وكذلك يستفيد الأديب من الصحافة من مفرداتها وتركيبها وروابطها للمفردات في صياغة الخبر ، بمعنى أن الصحافة والأدب يفيد كل منهما الآخر، ولم تكن الصحافة عائقا في مواصلة مشروعي الشعري، أبدا أجزت ما يقرب أكثر من خمسة دواوين شعرية وأنا أمارس مهنتي كصحفي.

ما أقرب نص أدبي الى نفسك ؟ ولماذا؟

. السؤال هل المقصود منه نص أدبي لي، أم لمبدع آخر؟ إن كنت تقصد لي هناك العديد من القصائد التي أحبها وكل قصيدة لها طقسها وحكايتها، وكل أعمال الشعرية أعتز بها هذا من جهة، ومن جهة أخرى ثمة هناك قصائد كنت قد أجريت عليها التعديلات وهذا حق مشروع. أما نص أدبي عمل أدبي لآخرين أنا من المعجبين والمتأثرين بشعراء المقاومة الفلسطينية، وهناك أيضا عمل روائي أحبه جدا لرسول حمزاتوف “داغستان بلدي” عمل تقرأ في الشعر والقصة والسرد الروائي المدهش، هذا عدا عن حكاية هذا العمل الممتعة.

من الواضح أن الصعوبات تقلل من انتشار المثقف العربي وأخذ دوره في المجتمع كمفكر ومؤثر فما هي هذه المصاعب وما هي الحلول من وجهة نظرك؟

برأيي، الصعوبات في توجهات كل دولة وخططها الاستراتيجية التي تعمل على النهوض بالحركة الثقافية والفنية ضمن برامج معدة مسبقا لانتشار المثقف والتعريف به، في بعض البلدان العربية الثقافة آخر أولوياتها، فمثلا لدينا في الأردن ميزانية وزارة الثقافة تكاد لا تكفي رواتب الموظفين ومشاريعها في تنمية الجانب الإبداعي، تصور حتى لا توجد دار نشر وطنية تعنى بالكتاب الأردني، تاركين ذلك لدور النشر الخاصة التي تستنفذ جيوب المبدعين وحتى جيب وزارة الثقافة، هذا الأمر أصبح عائقا في انتشار المبدع الأردني، ولكي نظلم أحدا هناك الكثير من المبدعين الذين وصلوا وحازوا العديد من الجوائز بجهدهم وإبداعهم.

هل تختلف الساحة الأدبية بالأردن اليوم عن السابق وعن الدول العربية الاخرى؟
الاختلاف يكمن في النهوض بالحركة ودعمها وهذا ما يسعى إليه أي مبدع في قطر عربي، لكن للأسف الثقافة والإبداع الفن هم آخر أولويات المؤسسة الرسمية، بمعنى آخر لم تعد الثقافة مهمة ولا حتى المبدع..في المقابل لدينا إبداع حقيقي في شتى الأجناس الأدبية، مبدعينا في الأردن حصدوا العديد من الجوائز محليا وعربيا ودوليا بجهود فردية وهذا يعد مفخرة للأردن، اكتفي بهذا الكلام لأن الحديث يطول في هذه المسألة. كتبت القصيدة النثرية وأصدر مجاميع شعرية كثيرة، ماذا عن قصيدة النثر وكيف تراها في ظل ازدحام المنتج الأدبي العربي ؟ صحيح ثمة كثرة في المنتج الأدبي، علينا أن نغربل ما تزج به إلينا المطابع، ليس كل ما يتم إنتاجه ونشره يندرج في باب الأدب، لأن بعض هذه المطبوعات لا تستحق التحبير أو الورق لطباعتها، من هنا أستطيع القول المسؤولية تقع أولا على منح أجازات الكتب لأنها لا تخضع للتقويم، وثانيا بعض أصحاب دور النشر لايهم قيمة المادة المنشورة، ما يهمهم فقط المال. قصيدة النثر شكل من أشكال الشعر، لا يمكن إغفالها في المشهد الشعري العربي، وكتابتي لقصيدة لم يأت هكذا، قبل كتابي لقصيدة النثر كتبت القصيدة المتفعلة المموسقة، ومن ثم انطلقت إلى فضاء آخر هو قصيدة النثر، البعض يستسهل كتابها هي برأيي من أصعب كتابات الشعر، لكن كما قلت سابقا بعض “أشباه الشعراء” والمتسلقين قد أساءوا لقصيدة النثر..هؤلاء أشباه الشعراء هم كفقاعات الماء سرعان ما يتلاشوا لأنهم أساءوا لأنفسم قبل الإساءة للقصيدة.
المبدع الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء كيف ومتى تكتب؟
الكتابة لا وقت محدد لها، لأن القصيدة بالنسبة هي التي تقتحمني بكل جمالياتها وتفاصيلها، بمعنى آخر تأتي لوحدها في أي وقت..وإن كنت أريد الكتابة فأنا أحبذ الضحى حيث أكون صافي الذهن، فهذا الوقت أيضا أعتبره جدا لممارسة طقوسي الأخرى من القراءة والكتابة، وكثيرا ما أتمتع وأنا أمسك بعنق القلم بسلاسة كي يحنو على المفردات برقة وهي تفيض من شفاه القلب ريّانة..الكتابة سباحة في معترك الحياة وسباحة في بحار متلاطم الأمواج في تربة الروح. مشروعك المستقبلي كيف تحلم به – وما هو الحلم الأدبي الذى تصبو إلى تحقيقه؟ هناك العديد من المشاريع الثقافية التي أحلم بإنجازها، مع مطلع العام الجديد 2019 بدأت مخطط لكتابة روايتي الأولى التي تراودني منذ سنوات وهي أقرب إلى السيرة ليس بمفهومها المعتاد..هناك عمل شعري جاهز للنشر أتمنى أن يرى النور هذا وهو بعنوان “سردٌ لعائلة القصيدة”، وثمة حلم آخر آمل أن أجد من يدعمه الذي يتمثل بطباعة الأعمال الشعرية الكاملة التي تقع في جزءين..لعشرة دواوين صدرت خلال الأعوام من 1989 إلى 2018.

 

ح

اظهر المزيد

نافذ سمان

كاتب وروائي سوري الأصل يقيم في النرويج له خمس أعمال منفردة ( مجموعة قصصية ،ثلاث روايات وديوان نثري ) إضافة لثلاث كتب جماعية. له عديد المساهمات في المنظمات الانسانية والتربوية. كاتب مقالات رأي وصحفي في العديد من الصحف والصفحات العربية والنرويجية. صحفي لدى جريدة فيورنجن النرويجية.درس الصحة النفسية للطفل لدى جامعة هارفرد 2017. مجاز ليسانس في الحقوق 1999 وعمل كرئيس لقسم الجباية في سوريا لحوالي 11 عاماً.
زر الذهاب إلى الأعلى