فى سالف العصر والأوان، عاش فى بلاد الهند الجميلة العجيبة أمير طيب كريم يدعى روتيسن وكان يحب الطبيعة والحيوانات وتحبه الحيوانات لرعايته لها. وفى أحد الأيام كان الأمير يجلس على حافة جدول ماء، وحضرت وصيفة صغيرة لتملأ جرتها من الجدول، فطلب منها الأمير أن تعطيه بعض الماء، فأعطته الجرة وأخذت تتأمله، فوجدته وسيماً، تبدو عليه سيماء النبل. وعندما أرتوى، سألها: “لمن تحملين الماء؟”، فقالت الوصيفة: ” للأميرة كوفا، أبنة ملكنا.” ثم ودعته وعادت إلى القصر.
وعندما سألتها الأميرة عن سبب تأخرها، اخبرتها عن لقائها بالأمير. وبينما تصب الوصيفة الماء للأميرة لتغسل شعرها، شعرت الأميرة بشئ فوق عنقها وعندما امسكت به، وجدته خاتما مرصعاً. وعندما سألت خادمتها عنه قالت: “ربما هو للأمير، فقده فى الجرة وهو يشرب الماء.
” فقالت لها الأميرة : “عودى إليه وأخبريه، إذا أراد استعادة الخاتم، يمكنه ذلك، ولكن سقوط الخاتم فى الجرة إرادة إلهية، لذلك يمكنه أن يطلب يدها من والدها إذا أراد ذلك.”
عادت الوصيفة إلى الجدول ووجدت الأمير يبحث عن الخاتم، فأخبرته برسالة سيدتها. فكر الأمير قليلاً وقال لنفسه: “أنها فعلا إرادة إلهية.” وذهب فى اليوم التالى وتقدم للزواج من الأميرة.
وكان الملك يحب ابنته الاميرة بشدة ولا يريدها أن تبتعد عنه، ففكر فى حيلة لكى يرفض الزواج، وقال للأمير: “عليك أن تدخل اختباراً لتثبت جدراتك للزواج من الأميرة.”
وطلب من خدمه أن ينثروا كمية معلمة من الأرز فى الغابة وطلب من الأمير أن يجمعها فى سلة ويعود بها جميعا دون نقص. ذهب الأمير إلى الغابة وطلب من الحيوانات والنمل عدم أكل الأرز ومساعدته فى استعادته، فتقدمت الحيوانات سعيدة لمساعدته، حتى جمعوا كل حبات الأرز
وعاد به إلى الملك، الذى قال للأمير: “أحسنت ولكن عليك أن تمر باختبار أخر.” وطلب من خدمه أن ينثروا الأرز هذه المرة فى النهر. ذهب الأمير إلى النهر وطلب من الأسماك مساعدته، فأسرعت الأسماك بإحضار حبات الأرز جميعاً ولم تأكل منها شيئًا، وعاد الأمير منتصراً مرة أخرى.
قال الملك للأمير: “بقى اختبار أخير، إذا نجحت به، سأوافق على زواجك بالأميرة، غدا ستأتى إلى القصر كل بنات الأمراء والتجار وسيقفن جميعاً مع الأميرة خلف جدار وستضع كل واحدة منهن أصبعها فى شق فى الجدار، وعليك أن تعرف الأميرة من بينهن.
أخذ الأمير يفكر، كيف سيعرف أميرة لم يرها من قبل برؤية أصبعها. وفى اليوم التالى، ذهب الأمير للاختبار وهو فى غاية القلق، وأخذ ينظر إلى الأصابع الجميلة الناعمة ولا يعرف أيهم هو أصبع الأميرة، وكاد اليأس يصيبه، لولا أنه لمح خاتمه فى أحد الأصابع، فعرف أنه أصبع الأميرة وركع أمامه. ولم يجد الملك بداً من الموافقة، ولكنه قرر أن يعطى للأمير نصف مملكته حتى يظل معه هو والأميرة ولا يرحل بعيداً.
وعاش الأمير والأميرة فى تبات ونبات وأنجبا البنين والبنات..