
جيتاري
جلست في ركن بعيد هادئ مع جيتاري مستأنس بأوتاري و ناءٍ بنفسي عن آلامي.. سكبت روحي في أنغامي و تطلعت للأبخرة المتصاعدة من عطري الحزين … وجدتني بأثير موسيقاي متناغم مع رثة ملبسي ..
ماذا بقى لي في هذا العالم الحزين غير شيخوختي؟ كيف شخت و أنا لا زلت في مقتبل عمري؟ وجدتني لا آبه ببياض شعري و تضاريس وجهي الأليمة.. لم يبقى لي غير انكبابي على أوتار جياتري .. أبثها أحزاني و آمالي المندثرة…عذراً جيتاري.. فعبق عطر الردى ملأني .. رأيته ينظرني ملئ العين متحدياً و إعلان سيطرته علي ! فما كان مني إلا أن أذعنت له و أعلنت انسكابي فيه و انكببت على أوتاري أبث نفسي و رثتي فيها..
اعذرني جيتاري على انحناء ظهري فقد قسمته الأيام و لم يبق مني إلا أنت و أورتارك فأنت لي خليل و أنيس بعيداً عن بشاعك البشر و قسوة قلوبهم المتحجرة !