بقلم : حسام الدين عوض
أخطأ من قال لك إن الدعشنة لم تظهر سوى في زمننا هذا ، بل التاريخُ يؤكِّدُ أنها قد ظهرت قبل زمننا هذا بقرون طويلة ، وإليك البيان:
1. تم قتل ثلاثة من الخلفاء الأربعة الراشدين! فإن كان عمر بن الخطاب قد قتله مجوسي ، فعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عن الخلفاء الأربعة الراشدين- قتلاهما منسوبون إلى الإسلام!
2. تم دس السم للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ، كما تم تسميم الخليفة الخامس الراشد الحسن بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة وسبط رسول الله.
3. قُتل نحو أربعون ألف صحابي وتابعي في معركتي الجمل وصفين.
4. ضُرِبت الكعبة بالمنجنيق مرتين في عهد بني أمية لإخماد الثورة ضدهم ، وقام الحجاج بن يوسف الثقفي بمئات الجرائم من قتل التابعين والأولياء الذين لم يختلف على صلاحهم أحد مثل سعيد بن جبير وعبد الله بن الزبير وغيرهم.
5. قُتِل في وقعة الحرة (في زمن يزيد بن معاوية) نحو 1000 من حفظة القرآن الكريم من الصحابة والتابعين ، واستُبيحت مدينةُ رسول الله نحو ثلاثة أيام اغتصبت فيها النساء وهتكت الأعراض.
6. تم قتل كل أهل بيت النبوة من الذكور ماعدا واحداً وعلى رأسهم الإمام الحسين بن علي سبط رسول الله ، وذلك في كربلاء زمن يزيد بن معاوية ، وتم اقتياد النساء كالأسرى إلى يزيد في قصره بالشام!
7. حين تولى العباسيون الخلافة طاردوا بني أمية وقتلوا كل من بقي منهم حياً ، وحتى الموتى قاموا بنبش قبورهم ليمثلوا بما تبقى من جثثهم.
8. تم قتل الطبري وصلب الحلاج وحبس المهري ، وسفك دم ابن حبان والنسائي صاحب السنن ، وأحرقت كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني وغيرهم.
9. تم تكفير الفــارابي والرازي أبو بكر وابن سـينا والكنـــدي والغــزالي ، وتم ذبح السهرودي.
10. طبخت أوصال ابن المقفع في قدر ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب ، وهو ما ذكره ابن كثير بكتابه البداية والنهاية.
11. الجعد بن درهم تم ذبحه تحت المنبر في عيد الاضحى ، طلبه خالد بن عبد الله القسري وكان أميرًا علي العراق حتي ظفر به فخطب الناس في يوم الاضحي وكان آخر ما قال في خطبته «أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضحٍ بالجعد بن درهم فقد زعم ان الله لم يكلم موسي تكليما ولم يتخذ ابراهيم خليلاً تعالي الله عما يقوله الجعد علوًا كبيرًا ، ثم نزل فذبحه.
12. أحرقت كتب الإمام ابن حزم الأندلسي واتهم الإمام الشاطبي بالزندقة.
13. قام معاوية بن أبي سفيان بدس السم للصحابي مالك بن الأشتر ثم قال قولته المشهورة: «إن لله جنودًا من عسل» ، ثم بعدها أمر بالصحابي الجليل محمد بن أبي بكر فأمرَ بإحراق جثته وإلقائها في جوف حمار.
14. مات الإمام الشافعي كما ذكر فى تحفة المحتاج والبجيرمى على الخطيب من أثر الضرب حيث تجمع عليه متعصبة المالكية وقاموا بضربه بالقباقيب في المسجد.
15. استعبدت النساء وصارت أسواق النخاسة التي تباع فيها العبيد والسرايا بمثابة تجارة رابحة ، ولم تنتهي العبودية من العالم سوى منذ سنوات قليلة على أيدي من نسميهم بالكفار.
16. عبد الرحمن بن محمد الناصر الملقب بـ “أعظم ملوك أوروبا” قتل عمُّهُ أباه خنقاً حتى لاينافسَهُ على الملك ، فقام جده بقتل عمه هذا قصاصاً ، ثم رباه ليكون هو الملك القادم ، أرسل العديد من السرايا لإخماد الثورات ضده ، وأمر بتعليق رأس الفتح بن موسى بعد قطعها على أبواب قرطبة.
17. لايكاد يوجد عالم أو فقيه كبير واحد إلا وقد اصطدم بالسلطة الحاكمة ، فتم سجن الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بعد أن دعم ثورتين ، ثورة الامام زيد بن علي على الامويين ، و ثورة الامام محمد النفس الزكية على العباسيين ، وتم تعذيب الإمام أحمد بن حنبل لأنَّ قاضي القضاة في زمن المأمون ‘أحمد بن أبي دؤاد’ كان يتبنى قول الجهمية في مسألة خلق القرآن ، ثم بعد أن وَرِثَ المُتَوكِّل الخلافة عَزَلَ بن أبي دؤاد ونكّل به ، لتنعكسَ الآية! وليُحَاكِمَ مَنْ في السُّلطة كلَّ من عداه على آرائه!
18. في العصر الحديث قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب (المؤسس الأول لما يسمى “بلاد الحرمين” مع شريكه محمد بن سعود) بتكفير المسلمين ثم حمل السلاح لقتالهم وقام بذبح شريكه السابق عثمان بن معمر في المسجد بعيد صلاة الجمعة ، قال مؤرخ الوهابية حسين بن غنام في كتابه “تاريخ نجد” ص103: (تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة ، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد , في رجب 1163 هـ). كما قال ابن بشر في عنوان المجد (1/60): (فلما فرغت صلاة الجمعة وخرج سرعان الناس , قتل في المسجد ).
والخــلاصة: مالم تضطلع مؤسساتنا الدينية على امتداد أقطار العالم الإسلاميّ بدورها في تصحيح المفاهيم ، فسوف تظلّ بلادنا بيئة خصبة لتداول الأفكار السوداوية لـ “داعش” وأمثالها من حركات التطرف وجماعات الهوس الديني.
