
داخل غرفة خالية من الأثاث فقط حبات رمال منثورة على الأرض ومجموعة من الأحبال…روث أبقار..روائح كريهة…وبعض من الماء..لا يوجد سوى نوافذ مغلقة وباب…ظلام دامس …وأصوات بالخارج لإناس…أسمع همهماتهم…أحيانا يضحكون وتعلو الضحكات…يتسامرون حتما حول نار وبراد شاي. يشعلون سجائرهم ويتنفسون الصعداء….
لطالما جلست معهم وشاهدتهم وأنتظرت منهم بعض الفتات…ولكن لما أنا هنا؟!…وكيف غلق الباب؟!…حاولت ان احدث ضجة …قدمي تعثرت في الحبال…ماهذا؟!…ياويلي أنه ثعبان خرج من جحره الآن…أنه يقترب سأحاول القتال….ظللت أقفز واركض في جميع الاتجاهات…ظللت اخربش باظافري على الباب…لعل أحدا ما بالخارج يسمعني ويخرجني من هذا العذاب…. لمحت بطرف عيني في آخر الغرفة هناك في الجانب الأيسر فأر يحاول الخروج والبحث أيضا عن فتات وما ان شاهدني أنا والثعبان عاد ادراجه واختفى وتركني اواجه مصيري وحدي ياليتني مثلك حرة طليقة حتى لو في حفرة امتلكها وليس في سجن مثل هذا و بلا اصفاد….حاولت الهروب و قفزت الى النافذة وحاولت الصراخ….ظللت فوق هكذا حتى رأيت ضوء النهار يتخلل الغرفة من ثقب المفتاح …أطمئن قلبي قليلا حتما سيأتي الفلاح ويفتح الباب…سيأخذ احباله ليربط الأبقار…وما ان فتح الباب ركضت مهرولة للخارج وسمعته يقول كيف سجنت هنا هرتي ولا يوجد لها طعام….
نظرت للسماء و شممت رائحة النسمات و اغمضت عيني وعندما فتحتها رأيت الثعبان يقترب من الإنسان ركضت نحوه وتعاركت معه فلدغني وحتما سأموت دفاعا عن من حررني وله حق اكثر مني في الحياة.