
تستيقظ كل صباح محاولة منح عقلها قناعة بأنها جميلة،ناجحة، الجميع يحبها ،والعالم من حولها رائع
تفتح دولاب ملابسها المتكدس بالقطع الكثيرة المتنوعة
تبحث عن شيئ لترتديه بيأس فيصرخ الملل من أعماقها قائلا …
لا تملكين ملابس جميلة،ولا كافية لا شيئ أبدا ولا مال لتشتري غيرها ولا أحد ليراك بملابسك الجديدة ويثني عليها ولا تملكين ابتسامة جميلة لتواجهين بها العالم لست مرتبطة بشئ او بأحد او بمكان ولا شيئ نهائي يدعو للسعادة في عالمك التعيس…
يزحف عليك المرض يوم تلو الآخر و تطاردك الذكريات بأحزانها كل ليلة،فاشلة في عملك بالكاد تسيرين علي الدرب، محطمة بائسة بلا أمل للغد
تظل ساعة أخرى ترتدي في ملابسها وتستبدلها بأخرى وفي النهاية يلوح لها معطفها الأسود فترتديه علي عجل وتهرب من أمام مرآتها التي تخبرها انها وحيدة وحزينة
وقبيحة وزنها زائد ووجهها شاحب و عيناها ذابلتان من اثر دموع البارحة،ووحيدة.
تخفي دموعها خلف دعاباتها مع الجميع تضع افكارها في صندوق وتغلق عليه وتنشغل مرغمة بأي شيئ
يحل الليل سريعا فتجرجر اذيال خيبتها وتندس بين أغطيتها الباردة فينفتح الصندوق وتنفجر شلالات البكاء الحبيسة طيلة اليوم….وتداهمها كل الاسئلة التي تبدأ بلماذا،
يأتي الغد الجديد غدا أو بعد غد فالغد الجديد هو الأمل
تفتح نفس دولابها ونفس ملابسها لكنها تبتسم باشراق عجيب
فترى كم كبير من الملابس الجميلة لديها ترتدي زي ملون سعيد، تلقي نظرة علي مرآتها فتخبرها كم هي جميلة رشيقة بابتسامة اخاذه ووجه مشرق
يطلق شيطانها جملة عن الوحدة فتباغته بضحكة ثقة لا مبالية قائلة …
هكذا أفضل لا شيئ يعنيني ولا أعني أحد
لا شئ يقيدني ولا أنتظر أحد أغيب وقتما أريد وأنير وقتما أحب ،
يطلق وسوسة عن المرض فتلقي في وجهه بأقراص الدواء
تدور امام مرآتها تتمم علي مظهرها ،تدندن بأغنية راقصة وترشرش عطرها الناعم وهي مستمرة في الرقص والدندنة…
تمنح نفسها قبلة طائرة ،وتوثق لحظة تفاؤلها بعشرات الصور السريعة ،
تتسائل من تلك الحزينة القابعة داخلها التي تمنحها مزاج متقلب في الساعة ألف مرة والتي تجعلها
اليوم سعيدة والف غد تعيسة
تنفض التفكير عن عقلها فلا إجابات تستحق منح وقت للتفكير ،ترقص من جديد قبل أن تغلق باب المنزل خلفها منطلقة للحياة…
تقلبات انثويةً
نهاد كراره