
تجريد
…….
تعالي ننسلخ
اليوم من جلدنا
نتقابل روحاً لروح ..
طيفاً لطيف
حُلماً لغدٍ.
و بلا جسد
يؤرقُ لقاؤنا
لنكون حبيبتي
فراشاتٍ تنشر بالوجود مناسكها
نتحرر من ماضٍ مضى.
من أوراقٍ مبعثرة.
لنتنسك في معابد الشوقِ
عند مغيبِ الذهول.
لنقتفي أثر الجمال
في كل شيء
نجبر الاشتياق
على الرحيل و بلا عودة..
ما حاجتنا لأجسادٍ نهشتها
مخالب الذكريات..
ندباتٌ على الخد ..
في اليدين ..
قطعٌ بشريان الفهم …
كلماتٌ لم تهتدي بعدٌ للفمِ
. قلقٌ وشيكٌ بتلامس طيف الانبهار
مع أرض الحقيقة
لن تدور بعد ذلك الكلمات في الفراغ..
كيف نصارع كل يومٍ بنفس الذراع..
الأطيافُ حُرَةٌ في السماء..
بجناحِ حمامةٍ ..
بمنقارِ وروارٍ…
بقبلةِ سنونو..
الأطياف قادرةٌ على الحب المجرد
الأجساد بالية .. فانية…
حرارة اللقاءِ تطفئها مقبرةُ الغياب
الزنبق مثلنا حبيبتي…لا ينام.
لنتزنبق ..في بساتين الاشتياق
نلوذ بأوراقنا
نتسطر مع سطورها .
.سطراً و نغفو في التالي دهراً
ننزف حباً مع حروفها .
حرفاً ..حرفاً
نقطةً بنقطةٍ ..
لا انتهاء للقاءِ.
الساعة الرمليةُ
ندورها رأساً على عقب .
فيصير اللقاء
نوراً اشعلتها وديانُ الحب.
ليصير اللقاء
عمراً لا ينتهي.
حبيبتي
سوف نهرم .. سوف نبلى ..
سوف يوارينا التراب لا محالة..
أرواحنا ستغيب في التاريخ..
تتلاقى في كونِ فسيح..
تنعجن الآن باختيارنا
في مدينة اللقاء
قبل أن تنهدم مديتنا
فوق رؤوسنا
و نصيرُ مجرد رقمين
بدفاتر من كانوا يوماً أحياء.
أحمد الأكشر