
بَعدَ موتي ..
ما بالُكِ إن هَرِمتُ
أعلنتُ الخضوعَ للمشيبِ
صَرتُ شبحاً كالخريفِ
ما لَمستُ شيئاً بالوجودِ
إلا تيبسَ مِن جمودي
سِرتُ بعدَ الأربعينَ
بموتتينِ إلى الكهوف
كُنتُ كهلاً من همومي
كُنتُ حِملاً من ظنوني
كُنتُ حُزناً بعد عيدي
بأعتابِ الغياب أرسُمُ
قارِباً يمتدُ وجعي
و الشراعُ فوقَ بحري
هل سأنجو من حياةٍ
بَعثَرَتْ أيامُ عُمري
يا حياةً أينعت
وجعاً بوجعي
أتركي بعضَ الخيال
اتركي أملاً ليأتي
قاصداً أحضان فجري
أحتمي يوماً بأملي
أعتلي هاماتُ نصري
اتركي بعضَ الخيوط
من عناقيد التمني
ارحمي وَهناً بصدري
أتعبَ الاحلام بَعدي
إنما الأنسان ذكرى
إن دنا الموت بقبري
هل تُقري الآن فعلاً
ما يَمَسُكِ طيفَ حُبٍ
أو يضُمُكِ قَلبُ رَجُلِ
استعدي للإجابةِ
هل تموتي فوق صدري
إن بَدَتْ أشباحُ موتي
هل سيصيرُ القلبُ جُباً
فارغاً من نبضِ قلبي
ازرعي فوق التلالِ
هامةً من صَبرِ قمحي
اجعلي الايام تَذكُرُ
أنني بعد الممات
قامةً تشتاقُ وجهي
يا فتاة عِشتُ فيكِ
هائماً من سؤلِ وجدي
إنما الرّحالُ غاب
إنما الخّيَالُ آتٍ
فوقَ صهوةَ التحدي
يا فتاةً مِتُ فيكِ
هل ستبقي بعد موتي
أحمد عادل الأكشر