اخبار ثقافية

بعد مشاركته في مهرجان أبوظبي للشعر الشاعر محمد البريكي: الشعر ضرورة تدفع المجتمعات للريادة والتقدم

عمان - عمر أبو الهيجاء

يعد الشاعر محمد البريكي من الأسماء الشعرية التي استطاعت أن تشق طريقها بامتياز في الإبداع الشعري في الشكليين الإبداعيين العمودي والتفعيلي هذا إلى اسهاماته المتميزة في النبطي، شاعر حظي بمكانة عالية في المشهد الشعري العربي وبمكانة وصداقة أكثر حميمية بين الشعراء العرب.. شاعر له صوته الخاص الذي يميزه عن مجايليه بحسّه الشعري ولغته المشغولة بفنية وتقنية تبهر المتلقي في معناها ومبناه المصحوبة بمخيال خصب ورؤية ثاقبة للأشياء ليضعك في كهربة القول الشعري.. محمد يمارس القسوة على نصه الشعري نقديا قبل يمارس عليه من النقاد.. وهذ مهمة الشاعر الحقيقي الذي بداخله الحس النقدي الجاد.
ضمن ما تقدم ذكره شارك الشاعر الدكتور محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة إلى جانب عدد من الباحثين والدارسين في فعاليات “مهرجان أبوظبي للشعر” في دورته الأولى بورقة بحثية حملت عنوان “أنسنة الكائنات في الشعر الإماراتي.. النخلة والصقر انموذجا”، قدم خلالها رؤية جمالية من فلذات الإبداع الإماراتي بأسلوب نقدي استقصى من خلاله الظواهر الشعرية التي ارتبطت بالنخلة والصقر، إذ اختار نماذج من واقع التاريخ الإماراتي، وتطرق البريكي إلى قيمة ودلالة الصقر والنخلة في الشعر المحلي، وكيف وردا في قصائد شعراء الفصيح والنبطي، بشواهد شعرية اقتطفها من كنز كبير تزخر به ذاكرة الشعر الإماراتي، إذ بين ما حظي به الصقر من مكانة، وكيف أصبح رمزاً للهوية الإماراتية، وخصوصاً الصقر الحر، وما يمثله من دلالات أهلته لأن يتبوأ هذه المكانة، وكيف قدره أهل الإمارات بإقامة معارض للصيد، ورحلات “المقناص” وفتح مراكز للمحافظة عليه من الانقراض، وألمح إلى ما حظيت به النخلة أيضاً من اهتمام على مستوى القيادة والشعب، وكيف أن الدعم الذي حظيت به كان له بالغ الأثر في شحن مشاعر الشعراء بطاقات إبداعية أبرزت دورها في الحياة الإماراتية.
وصرح مدير بيت الشعر في الشارقة أن مهرجان أبوظبي للشعر أعلى من قيمة الموروث المحلي الإماراتي، بإبراز رسالته الحضارية، ومدى استيعابه للظواهر الأدبية التي وجدت فيه كنزاً ثرياً منذ القدم، فكان مصدراً ثرياً لشعرية القصيدة، ولا يزال، وأن هذه الدورة الاستثنائية التي حظيت برعاية وحضور سمو الشيخ خالد بن محمد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أتاحت الفرصة للشعراء والباحثين في تبادل الحوار الثقافي على نطاق واسع، وهو ما خلق تفاعلاً كبيراً بين المبدعين والجمهور، إذ استحضر مؤتمر أبوظبي للشعر قيماً متعلقة بالهوية الإماراتية، وأهمية الموروث في الوعي الجمعي لدى المثقفين والأدباء والنقاد، كون الموروث الشعبي الإماراتي هو ظاهرة تستحق التأمل ومن ثم الاستغراق في بحث تفاصيله و التمعن في عناصره المشوقة عبر الزمن.
وأوضح الشاعر محمد البريكي أن ما لمسه الجمهور من زخم الفعاليات وتنوعها وجدية موضوعاتها الإبداعية، هو أمر يتسق مع قيم الجمال وروح التفاعل المثمر في مثل هذه المؤتمرات الكبرى التي ترصد وتحلل الظواهر الشعرية، ومدى ارتباطها بالموروث الأصيل، ما يبرز مواطن الثراء الفكري من خلال النقاشات التي دارت خلال فترة المهرجان، فالاهتمام بالشعر هو ضرورة إنسانية تدفع المجتمعات إلى التقدم والريادة الحضارية.
(وتقول السيرة الذاتية للشاعر والإعلامي محمد عبدالله البريكي فهو مدير بيت الشعر بالشارقة مدير مهرجان الشارقة للشعر العربي، ومدير تحرير مجلة “القوافي” الشهر والتي تعنى بالشعر وقضاياه، اختيرت قصائد له ضمن المناهج التدريسية، وحكم في العديد من المهرجانات الفصحى والنبطية، وحاز على جوائز أدبية كثيرة، هذا إلى جانب مشاركته في المهرجانات الشعري العربية.
وصدر للشاعر البريكي مجموعة من الدواوين الشعرية نذكر منها: “ديوان “زايد” إهداء للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله، همس الخلود “شعر شعبي”، سكون العاصفة “شعر شعبي”، ساحة رقص” شعر شعبي”، كتاب “على الطاولة” قراءات في الساحة الشعرية الشعبية، ديوان “بيت آيل للسقوط” شعر فصيح، “بدأت مع البحر” فصيح، كتاب الشارقة غواية الحب الأبدي، كتاب بيوت الشعر مشاهد وإضاءات، وغير ذلك من الأعمال الشعرية والنقدية، وكما قدمت رسائل الماجستير والدكتوراه في تجربته الشعرية وصدرت في كتب).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى