المقالات الأدبية

المهجر بين معاناة وحنين

عبير السيد

وحدة تقبل القلوب وتوشمها بعطر حزين يسمو فوق حب مطلق وحنين ابدى لا يغفو كلمات مكسورة بين خوف وأمل بين ابتسام وأنين “أعطنى الناي وغني ..فالغناء سر الوجود ” “وأنين الناى يبقي ..بعد ان يفنى الوجود ” أبيات خالدة من قصيدة” المواكب ” جبران خليل جبران “وطن النجوم انا هنا حدّق ..أتذكر من أنا ” “أنا من مياهك قطرةً ..فاضت جداول من سنا ” إيليا ابو الماضي ماهو المهجر و لماذا تمتزج حياة المهجر بكل هذا الألوان معا ؟

أسئلة كثيرة تدور دائما في عقل المغترب فلا يجد لها إجابة محددة توقِف ذلك النبع المتفجر من الحنين وذلك الناى الذي لا يتوقف عن الصفير بين غناء وبكاء كلمة مهجر هي اسم مفعول من هجر اي ترك الوطن ورحل الي بلاد الهجرة ليحمل دائما لقب مُهاجر .

وقد أطلق لقب أدباء المهجر علي أهل الشام ممن هاجروا الي الأمريكتين الشمالية والجنوبية فيما بين 1870 حتى أواسط 1900 بدأت بصماتهم تطبع وتنقش أشعار وأدب المهجر مع بداية الحرب العالمية فيما سمي بالمدرسة المهجرية. فوزي المعلوف ، ايليا ابو الماضي ، ميخائيل نعمة ، جبران خليل جبران وغيرهم ، وسواء كان المهجر بعيدا ام قريبا يتدفق دائما صوت الناي الحزين حاملاً معه انين الغرباء في فضاء غير الفضاء وارض غير الأرض زمن يركض ووقت يمر ويبقي دائما ينبوع الحنين لأوطان لا نعرف انسكنها ام تسكننا؟ هل تعلم أن لكل مهجر ملاك صغير حارس للقلوب بين زخات الجليد وفراشات بيضاء لا تكف عن التحليق حول شمس رقيقة وقمر فضي اتناثرُ هنا وهناك ابحث عن قلبي ! ..احفر أكوام الجليد بيدين ترتعدان اين هو ؟ هل فر من جديد الي الوطن ؟ لقد اعتاد الفرار منذ أن رحل شريدأً بين البلدان يتذكر كل همسات الماضي يعلق بالذكرى و يرسمها على الجدران أتذكر يا وطنى ! أتذكر رائحة الحب على الجدرانِ ! وبقايا فتافيت الخبز على افواه العصافيرِ وطواف الشاي وأضواء القناديل ِ الوطن … الوطن ابدا ما كان جدران الوطن وشم ، حنين، برائحة الحب العتيق في الوجدان. ..لماذا المهجر؟ عن معاناة المراءة المهاجرة مجموعة الهروب من جنة ادم لكل العيون التائهة بين ظلالِ وجدران بعيدة باهتة وقريبة صفراء تُنسج الاشعار عن المهجر عن الحضن والمقبرة تُرسم اوهاماً كالحقيقة لا تتماثل للشفاء عن جدة تغزل المناديل من صوف وشرايين ترتدي السحاب في كفيها ونجوم الليل ساهرات في عينيها وتصاحبني في الليالي المظلمة و المقمرة تركض معى هنا وهناك تسابقني ترسم وجهى الإفريقي على جليد غربتي فتدفىء القليل من برد المهجر ،، بوجوة تشبهني لنساءٍ سعيدات ونساء حزينات لنساء جميلات مغنيات بين النوارس والشطآن كل الوجوة تظهر.. الا وجه الوطن يهرب داخلى هاتفا زمليني زمليني يحتمي بوجهِ من طين يحتمي بوجه جدتي من الحقيقة التي يعرفها عن جنة الغرباء وطني سأهرب اليك سأتسلل كل يوم مع خيوط القمر الفضى الي قلبك وأقبله قبلة للامس و قبلة لليوم وقبلة لكل السنين .

الهروب من جنة ادم سور الياسمين مجموعتان قصصيتان من قلب المهجر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 اليوبيل الذهبي للكاتبة عبير السيد فلورنسا ايطاليا

اظهر المزيد

نافذ سمان

كاتب وروائي سوري الأصل يقيم في النرويج له خمس أعمال منفردة ( مجموعة قصصية ،ثلاث روايات وديوان نثري ) إضافة لثلاث كتب جماعية. له عديد المساهمات في المنظمات الانسانية والتربوية. كاتب مقالات رأي وصحفي في العديد من الصحف والصفحات العربية والنرويجية. صحفي لدى جريدة فيورنجن النرويجية.درس الصحة النفسية للطفل لدى جامعة هارفرد 2017. مجاز ليسانس في الحقوق 1999 وعمل كرئيس لقسم الجباية في سوريا لحوالي 11 عاماً.
زر الذهاب إلى الأعلى