ثقافة و حوار

المثقفون حالياً هم أقلية ويشعرون بالإغتراب في ظل عاصفة الإسفاف التى تتصدر المشهد .

حوار مع الكاتب الشاب احمد سيد عبد الغفار

إعداد ايفان سمان

يحتفل يوم غد الجمعة الأول من شهر شباط\ فبراير الكاتب الشاب احمد سيد عبد الغفار البالغ من العمر 29 سنة بتوقيع مجموعته القصصية الناجحة والتي عنونها بإسم ( دعوة لحفل انتحار ) مع زملائه في معرض القاهرة للكتاب في يوبيله الذهبي.

أحمد، والذي يعتبر نفسه كاتباً للقصص القصيرة، سبق له وأن نشر بعض المقالات في بعض المواقع الإلكترونية،كما أنه سبق وأن نشر عملين كقصص قصيرة. الاولى بعنوان ” هواجس” التي نشرها في ديسمبر 2016. والعمل الثاني بعنوان “لا وطن للجبناء” والتي نشرها في يوليو 2017.
كما تم تداول هذه الأعمال على كثير من المواقع الخاصة بالكتب الإلكترونية.

بادرته بالسؤال : هل من الممكن أن تقيم لنا تجربتك الابداعية وتجربتك مع النشر الورقي؟

أجاب أحمد:
– تجربة النشر الألكتروني كانت ناجحة جداً وهذا ما شجعني لتجربة النشر الورقي وقد شاركت في عمل ورقي تم طباعته وعرضه في معرض الكتاب 2018.
وبعدها قمت بالتواصل مع العديد من دور النشر وعرض مجموعة قصصية جديدة وهي بعنوان
“دعوة لحفل انتحار” , بعض دور النشر قد رفضت العمل وبعضها وافق على طباعته ولكن بمقابل مادي وقد رفضت وقمت بالتواصل مع احدى دور النشر التى تقوم بالطبع على نفقتها وتم قبول العمل وتمت طباعته وهو حاليا متواجد في معرض الكتاب الحالي.

_ هل هناك من انفصال بين احمد الكاتب الحالم واحمد الأمر الواقع والحياة اليومية؟
– بالتاكيد لا يوجد انفصال فأنا حياتي اليومية والواقع الذي أعيشه هو ما أستمد منه الأفكار التى أقوم بتحويلها لقصص , فأنا أُفضّل الكتابة الواقعية مع مزجها بقليل من الخيال.

_ لماذا يكتب احمد؟ ولمن؟
– أكتب لنفسي ولمتعتي الشخصية ولكن لا أنكر أنني أتمنى أن تصل كتاباتي وأفكاري لكل الناس وأن تصنع تأثيراً .

_ لمن يقرأ احمد؟
– أقرأ للكثير من الكتّاب قديماً وحديثاً , وفي التاريخ والتراث . ولكن أكثر من قرأت لهم وتأثرت بهم كانا “أنيس منصور” والعراب دكتور “احمد خالد توفيق”.

– صف لنا العلاقة بين الكاتب والمتلقي حالياً وكيف تتمناها ككاتب ومثقف؟
– العلاقة بين الكاتب والقارئ حالياً هى علاقة تجارية، فالكثير من الكتّاب يتعاملون مع القارئ كأنه سلعة ويكتبون ما يثيره لكي يقتني العمل ,وهناك من يسعى لنجاح زائف وشهرة مصطنعة ,وهذا النوع يختفي ويتم نسيانه سريعاً .
انا اتمنى ان تُصيح العلاقة بين الكاتب والقارئ علاقة صداقة وأن يشعر القارئ بأن الكاتب صديقه ويشاركه حياته وأفكاره , علاقة ودّ وحب بين صفحات الكتب.

– أين موقع المثقف في المشهد حالياً وهل تعتقد أن له تأثيرا على أرض الواقع؟
– موقع المثقف في المشهد الثقافي هو الركن المُظلم , المثقفون حالياً هم أقلية ويشعرون بالإغتراب في ظل عاصفة الإسفاف التى تتصدر المشهد .
للأسف معظم الروايات بلا هدف أو تأثير فالكاتب يكتب فقط لإثارة القارئ وكل إهتمامه هو نسبة المبيعات فقط , مما يجعل القارئ لا يستفد شيئاً عندما ينتهي من القراءة .

_ أين تتموضع هذه المفردات في حياة أحمد ( الحب- الصداقة – العائلة – الطموح )؟
– الحب , الصداقة , العائلة, الطموح
كلها أمور مُتشابكة ولكن الحب هو ما يكلّل أي شئ أو علاقة بالنجاح.
الصداقة هي الوجه الأخر للأخوّة وبالنسبة لي أنا محظوظ بالكثير من الأصدقاء الذين يدعموني ويشجعوني سواء أصدقاء دراسة أو من العائلة أو من تعرفت عليهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
أما الطموح فهو الشغف الذي يبقينا أحياء , الأنسان بلا طموح هو ميت يتحرك .
وبالنسبة لي فأنا لدي أحلام وطموحات وأسعى لتحقيقها.

_ تقييمك للواقع الثقافي العربي حاليا( ايجابياته وسلبياته )
– لا يمكنني تقييم الوضع الثقافي العربي فهذا أمر شديد الصعوبة ويحتاج لخبرة كبيرة ولكن من وجهة نظري المتواضعة أن الوضع ينحدر .

– متى يفرح احمد ومتى يحزن ؟ وأيهما يترك ذلك الأثر الأكبر داخله؟
– أفرح عندما اترك أثراً في القارئ، وعندما يتم نقد ما أكتبه بشكل راقي, وأسعد جداً عندما يتم تنبيهي للسلبيات والأخطاء مما يجعلني استفيد منها واتجاوزها فيما بعد.
وأحزن عندما اجد أحد الموهوبين ممن يمتلكون قلماً مميزاً وأفكاراً جيدة غير ظاهرين ولا ينتبه إليهم أحد وفي الجانب الأخر يتصدر المشهد دخلاء على مجال الكتابة ولا يعرفون شئ عن الموهبة وقد اقتحموا المجال لمجرد أنهم يقدمون برامج أو يمتلكون واسطة .
وهذا لا يؤثر علّيّ إطلاقاً فأنا لدي هدف وأسعى لتحقيقه.

-حدثنا عن عملك الاخير وماذا تتوقع منه؟
– عملي الأخير هو مجموعة قصصية بعنوان “دعوة لحفل انتحار” وتحتوي المجموعة على تسع قصص مُختلفة في الأفكار والأهداف, قصص واقعية مع قليل من الخيال والأثارة وتربطهم جميعا فكرة واحدة وهي أنّ هدف كل القصص هو هدف أخلاقي.
لا اتوقع نجاحاً كبيراً لانه العمل الأول ولكن اتوقع نجاح يُرضيني ويدعم مسيرتي القادمة.

كلمة أخيرة من الكاتب احمد لأصدقائه ومتابعيه:

كلمتي الأخيرة لأصدقائي ومتابعينى هي اني مُمتن لكم وأشكركم على ثقتكم فيما أقدمه لكم وأتمنى أن أكون دائماً عند حُسن ظنكم , وأتمنى التوفيق لأصدقائي الكُتّاب وأرجوا منهم أن لا يجعلوا نسبة المبيعات هي هدفهم وأن يثقوا في ذوق القارئ فقمة النجاح هو أن تترك أثراً ايجابياً في القارئ .

اظهر المزيد

ايفان سمان

صحفية وكاتبة سوريه، تدرس Media في جامعة برغن UIB. مديرة النشر في موقع الصحبة نيوز. تتقن 6 لغات ولها عديد المشاركات في الكتب الجماعية.
زر الذهاب إلى الأعلى