
القاهرة القديمة المليئة بالمآذن ، مدينة الالف مأذنة ، برغم ضوضائها وضيق شوارعها وازدحامها بالناس ، الا انها تملك سحرا خاصا ، عبقا تاريخيا لا يملكه سواها ، وعبقرية فريدة في مكانها و أهلها ، قادرة علي ان تذيب في طياتها كل الأديان والاعراق ليصبحوا كيانا واحدا ، قادرة علي ان تكون الملاذ الآمن والحصن الحصين ، حين تستنشق هوائها تجد لرائحته حياة وكأنه يحمل ذكريات كل من تنفس علي ارضها ،
انها القاهرة أيها السادة مدينة قهرت من الأعداء ملا يحصي عدده ، وردت منهم ما ردت ودُفن في ارضها ما دُفن منهم، هي الحياة والموت في ثوب واحد ،
في القاهرة فقط تشعر ان شهر رمضان له طعم مختلف ورونق أبّهي المعالم ، لما تحمل مساجدها من آثار العبّاد والنسّاك والزهّاد ، فتشعر انك جزء ضئيل وسط كل هذا الحشد ، حين تسير في شوارعها القديمة تُذيبك رائحة الجدران فتغوص في ذكرياتها وتشهد معاركها وكأنك أحد القادة ، او جندي مجهول ضحي بحياته من اجل ان تبقي تلك الجدران صامدة ، تحوي آلاف البشر علي مر الأعوام ،
في الليل يكره أهلها النوم وكأن النوم وِحدة وهم يكرهون الوِحدة فيأتنسون ببعضهم البعض يسيرون في الطرقات ، يتسامرون حتي مطلع الفجر ، يصلون علي شاطئ النيل ، وتغطيهم الشمس بدفئها ، ثم تشتعل ارضها بالكادحين العاملين ليل نهار لا يفترون ،
يشربون من نيلها ويتنفسون هوائها فتزيدهم قوة الي قوتهم ، واصرارا علي مواصلة كفاحهم من اجل أبنائهم ومن اجلها .
شريف الحلواني
#الصحبة_حول_العالم
#شوف_جمال_بلادك
#شجع_سياحة