أدب و ثقافةالمقالات الأدبية

الأهرامات

هناء مطر

#أهرامات_مصر

منذ الصغر وفي المرحلة الابتدائية كنا نرسم الأهرامات في كراسات التربية الفنية ونلونها باللون الأصفر وخلفها أشعة الشمس ..
نرسم الأهرامات كما شاهدناها في التلفاز او من خلال صورها في كتاب مادة الدراسات الاجتماعية التي تتناول فترة تاريخية من تاريخ مصر الفرعونية او كما قيل لنا عنها
او كما شاهدناها في رحلة مدرسية لزيارة الأهرامات

من منا لم يرسم الأهرامات ونهر النيل وعلم مصر؟

البعض لا يستطيع الرسم ولكن عن ثقة ان الغالبية العظمى من المصريين رسم الأهرامات
لن أتحدث عن الأهرامات من الناحية التاريخية او العلمية فبضغطة زر واحدة وعمل بحث عن الأهرامات على جوجل سيظهر لك الكثير والكثير من المعلومات عنها

ولكنني اليوم سأتحدث عن الاهرامات من خلال وجهة نظر مصرية وعن إحساس بعض المصريين بقيمة الأهرامات
كشخص مصري عادي وبسيط ستشعر انها ملك لك
للوهلة الاولى عندما تراها لأول مرة ستتمتم لنفسك قائلا دي شوية حجارة اية العظمة فيها ويصل بك الحد للاستهتار أحيانا والضحك

بالأمس أول مرة أقم بزيارة الأهرامات وأشعر باحاسيس مختلفة عما قبل …كنت أسمع عنها وارسمها دون ان أراها
ولا اشعر بقيمتها الحقيقية
أتذكر أول رأيتها كنت في الصف الخامس الابتدائي مع والدي وكطفلة لم انبهر او أشعر بشئ
منذ فترة حدثت نفسي قائلة: ازاى عايشين في مصر ومش عارفين قيمتها مش عارفين أثارها ولا بنزورها زى الأجانب
لقد مضى من العمر مامضى ولم يتبقى مثله
قررت ان ازور أماكن بمصر لم أشاهدها من قبل
قررت أزور الأهرامات ولكن بتفكير مختلف ونظرة مختلفة عما قبل وبالفعل توجهت للجيزة وزرت الأهرامات
للوهلة الأولى حدثت نفسي قائلة:اية ده دى شوية حجارة اية العظمة فى كده
الحجارة رغم علمي إنها كبيرة ولكن كنت أشاهدها صغيرة وأدركت حجمها عندما تصورت بجوارها
كنت أضحك وبداخلى لا أشعر بالمكان

قررت أن استمتع بالمكان وصورت السماء والحنطور والحصان والهرم والجمل ومجموعة من السياح ولكن مازال بداخلي لا أشعر بالمكان و أشعر انه مكان عادي بل أقل
فقط مجموعة من الحجارة
ولكن مازال بداخلي صوت يردد مش معقول الواحد مش حاسس بحاجة كده ولا عنده وطنية وانتماء اكيد في حاجة غلط جوانا

حدثت نفسي لابد من التركيز أكثر
ركزت في وجوه الناس
ركزت في وجه عامل النظافة رغم كبر سنه إلا انه ينظف المكان كصاحبه
وجوه الأجانب وهم في حالة انبهار ولكن لم أنا لا أشعر بهذا الانبهار
عندما شاهدت المقابر وابو الهول ونظرت إلى أنفه المكسور حدثت نفسي قائلة :هو نابليون بونابرت شاف اية فى ابو الهول انا مش شيفاه
ولكن سرعان ماشعرت ان أنفه المكسور ملك لي وتم الإعتداء على شئ خاص بي حتى ولو لم أشعر بقيمته
إحساس السكون حول المقابر
إحساس الهواء مختلف
وجوه المصريين فيها فرحة بامتلاك المكان

حينما تكون بالمكان لن تشعر بشئ ولن تشعر بقيمته الا حينما تغادره… وحينما تغادره ستشعر بأنه عالق في ذاكرتك ولمس جزء من روحك بل تركت جزء منها هناك

المكان عظمته ليست في الحجارة
المكان عظمته أنه رغما عنك سيترك أثر بداخلك
ستشعر أنك تريد العودة له مرة اخرى
حينما تجلس مع نفسك وتحدثها عما رأت عينك ستشعر بعظمة المكان لانه لمس روحك وحفر شيئا ما منه بداخلك

هناء مطر

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى