
دخلت غرفتها وأمسكت هاتفها وفتحته… ترددت لبرهة
وأغلقته… ثم تركته على المنضدة وحاولت الابتعاد عنه…
أمسكت كتابًا محاولة القراءة ولكنها أغلقته وألقت به على الأرض، عادت واقتربت منه محاولة أن تلمسه… قربت يديها منه وهى ترتعش… وفجأة أبعدتها عنه، ظلت تضرب أطراف أصابعها بسرعة على المنضدة وكأنها تعزف على بيانو بعصبية… وما لبثت أن وضعت يديها على رأسها وحركت خصلات شعرها فى حركات دائرية حول أصابعها وكأنها تلف في دائرة مفرغة ولا تصل لشيء… ثم عضت شفتيها وأغمضت عينيها بشدة وفتحتهما… ظلت تتحرك حركة دائرية داخل
غرفتها ثم جلست ووقفت… ذهبت وأتت… خرجت ودخلت…
تتحرك ذهابًا وإيابًا… وجلست وهى تهز قدميها اضطرابًا
وغيظًا… وزاد مع الوقت توترها وكأن عقارب الزمن تلدغها ويسري بدمها سم الإنتظار… تنهدت ووضعت يديها على أذنيها محاولة كتم الصوت ولكن دون جدوى، الصوت بداخلها يصرخ “اشتقت”… ثم قاومت اضطرابها وأمسكت هاتفها وكتبت رسالة له “لو كنت حقًا أحببتني ما كنت جعلتني أبكي هكذا ولا أشعر بغصة في القلب، ما أصابتني نوبات تردد وخوف”…. ثم مسحت حروف الرسالة حرفًا تلو الحرف وأغلقت هاتفها ولملمت نبضاتها وكتمت الصوت بداخلها بكلمات… لو كان أحبني حقًا لأتى أو أرسل لي رسالة وكتب بها ” اشتقت إليكِ” ثم نامت على الأريكة ككومة لحم.
هناء_مطر