
أسمعي مني .
لا تهتمي إن قلن لكِ أنني
اكتب كل يومٍ قصيدةً
من عطر فتاةٍ رومانية
شاردٌ بين التلال أبحثُ
عن كلماتٍ بعيدةٍ بفمِ جنيةٍ
عن مُطرَزَةٍ ليلية.
و أني أجمَعُ في الليلةِ الواحدةِ
الف نجمة
من عيون النساء
و أني و أني و أني
عصبي المزاج
و خريطتي مشوشةٌ هوجاء
و ملامح وجهي غامضةٌ
لا يمكن أن تُقرأ
أن الطريق إليّ هلاك
و الوصول إلى قلبي جريمة شنعاء
لا تستمعي لهم إن قلنَّ لكِ.
أن تاريخي بدأ على رمال البحر في إسبانيا
و قلاعي حصينةٌ ممتدةٌ إلى الصين
و خيامي منتشرةٌ في الحجاز
و على أرزِ لبنان
ارسم بسمتي أنشودة
أو أن مراكبي ترتحل في النيل
و ترتاح في الفرات
حبيبتي
إن كَفي جداً نحيل
لكن قلمي عنيد
و أوراقي تطير كبساط ريحٍ
تحط كحمامةٍ بيضاء
في سوق بغداد القديم
لستُ اسطورةً
أو مجنوناً
و لا درويشاً يهذي بأشعار المتنبي
أنا عازف مشاعر..
نوتةُ نايٍ حزين حيرى
اسمعي الآن لنبضي لتعلمي
أن السكون بملامحي بَحرٌ بِلا شطآن
صامتٌ لضوضاءٍ تحتلُ كياني .
تُزَلزِلُ انسجتي و اعصابي
حتى مساماتي باتت هي الأخرى بكماء.
أنتِ تتحدثي معَ رَجُلٌ مهزومٌ
مشطورٌ بينَ جدارين متباعدين أحدهما في الغربِ والأخر منفيٌ في الشرقِ
يوماً اخوضُ معاركي بمعكسر الحب
يوماً أسيراً أسيرُ بلا سيفٍ و لا ظل.
و لا عشقٍ محتمل.
سيدتي صدقيني إذا ما قُلتُ لكِ أني
العاشقُ الوحيدِ بلا محبوبة
بلا مخطوطةِ حُبٍ مُدَونٌ فيها تاريخي..
الآن لكِ حريةِ الأختيار.
أما أن تكتبي على صفحاتي البيضاء..
أو دعي الأيام لي دون حبٍ
.. دونٍ وَطنٍ
دون خزانةٍ أضعُ بِها قلبي و قلادتكِ الزرقاء.
أحمد الأكشر