احتكاك
المترو إضائته خافتة، عرباته متهالكة كوجوه راكبيه، الهواء عليل كشيخ هرم، يتحرك المترو فى بطءٍ، يصدر صفيرًا منتظمًا من جسده المعدني الصدئ، يشاركه طفل بكحة غليظة منتظمة، وجه أمه مغطى بالتجاعيد على رغم من صغر سنها، ترتدي خُفًّا مطاطيًا باليًا ، أصابع قدميها طويلة ومتسخة، رداؤها الأسود بالٍ أيضًا، ولكنه يبرز جسدها الشهي، تبعد فخذها الأيمن بين الحين والآخر، حينما يلتصق بفخذ الأربعيني الجالس جانبها، يختلس نظرات شهوانية، يترك فخذه الخشن يحتك بفخذها الطري، يمصمص شفتيه في تمني كذئب جائع، وهو يراقب شيخًا ملتحيًا يقرأ القرأن في خشوع، يداعب لحيته، صوته عذب، يصمت الشيخ برهة حينما تعلو ضحكات الفتيات الواقفات بآخر عربة القطار، ثلاث فتيات يافعات، إحداهن ترتدي حجابًا يظهر بعض من شعرها، الأخرتان بلا حجاب، شعورهن قصيرة، يتهامسن فيما بينهن، يطلقن ضحكاتٍ خليعات عالياتٍ، يختلسن النظر نحو شاب طويل وسيم، يجلس فوق الكرسي الفردي قربهم، جسده ممشوق، شعره طويل يربطه كذيل الحصان، يضع سماعة أذن كبيرة بيضاء، يستمع لموسيقاه ولا ينتبه إليهم، الفتيات يرددن أغنية خليعة، الشيخ الملتحي يستغفرالله بين الحين والآخر، بينما تلك الأم قد استسلمت ﻻحتكاك فخد الأربعيني.
