
في تمام الساعة السابعة صباحا تستيقظ كعادتها دون أن تستمع إلى إزعاج المنبه….تعتدل وتجلس في فراشها لبضع دقائق وتتأمل فراشها وغرفتها….تنظر للوسادة بجوارها …وتنظر لملابسه التي مازالت معلقة خلف باب غرفتها…تنظر لحذائه الأسود….وتنظر لصورة زفافهما المعلقة بجدار غرفتها وتبتسم ثم تقول له :صباح الخير يازوجي وطفلي الأوحد….ثم تنهض وتتجه إلى المطبخ وتعد الفطور لها ولزوجها وتضع على المائدة فنجان قهوته بدون سكر وتعد لها كوبا من الشاي الأخضر فهي تتبع حمية غذائية كي تستعيد رشاقتها…..ثم ترتدي زيها الأسود ….هي إمرأة في أواخر عقدها الثالث….سمراء وبوجهها شامة تخفيها تحت غطاء وجهها الاسود ( منتقبة)….روحها روح طفلة مازالت تمسك بيديها دمية… عيونها لوزية ولونها أزرق ولكنها من الحزن انطفأت…..ضحكتها ساحرة تأسر قلبك وتخفي خلفها وجعها…..دوما تحمل حلوى في حقيبتها ….تبتسم للأطفال وتحتضنهم وتلعب معهم….حينما تصل إلى عملها تبتسم للجميع ثم تجلس وحيدة وتضع صورته أمامها…..حينما تنتهي من عملها تذهب إلى السوق وتبتاع له كل ماتشتهي الأنفس….تكتب له دوما رسائل وترسلها إلى بريده الإليكتروني ولاتنتظر رده….تعود إلى منزلها وتبحث عنه ….تنادي دوما بأعلى صوت اسمه ….تتحدث إلى ملابسه وصوره….وتقول: لقد عدت إلى المنزل حبيبي أين أنت؟!
تعد الغداء وتضع على المائدة طبقه وملعقته ،فهو كان يعشق نوعا خاص من الملاعق التي تذكره بوالديه وطفولته….
في المساء تتصل بها صديقتها الوحيدة تسألها عن أحوالها .. .أحيانا تبكي معها وأحيانا أخري تشكو لها من غيابه وأحيانا تطلب منها أن تأتي لها بسرعة
مازالت لا تصدق حقيقة موته فهو خالد في ذاكرتها ولن تمحوه أبدا
بعد منتصف الليل تطفئ جميع الأنوار وتغلق النوافذ والأبواب ثم تجلس وحيدة في غرفتها
تمسك هاتفها الخلوي وتكتب له عن تفاصيل يومها ماذا فعلت؟! وأين ذهبت؟! ومع من تحدثت ؟!…وأحيانا تتخطى الواقع وتعيش معه في عالم خيالها وأحيانا أخري تتمنى الموت كى تلحق به و تقابله
لا تملك الآن سوى الذكريات والدموع ولقد ماتت روحها ودفنت معه
كل أمنياتها الآن أن تتزوجه مرة أخرى في الجنة فهي لم تعش معه سوى ثلاث سنوات ثم باغتها الموت وأخذه منها …
#هناء_مطر
#إليك_أنت