
إطلالة حرف..!
تتوالى الأيام على أحدنا بمرور الأوقات عليه، وهو بين الأحاسيس المتداخلة و المشاعر المختلفة إختلاف الملوان تغدو و تروح، فلا السعادة التي لا تمل _و مهما قدمت من إمدادات لا نكتفي منها و التي كذلك بالكاد ما نحصل عليه منها قبس خفيف مع ما يعترض أيامنا من كدر و تعكير صفو_ تدوم و لا أحزاننا مع ثقلها و تضبيبها لأفقنا الذي يصبح ضيقا بسببها دائمة، و لا ما كان معتبرا من لدنا عراقيل و صعاب قبل مدة نعتبره اليوم مجديا، و ذلك دليل على أنها ابنة يومها..
إننا في هذه الدنيا نعيش حياتنا باختلاف كما اختلاف الفصول و العمر تدور به دائرة الأيام كما تدور الكواكب حول الشمس و تحوم حولنا ملذاتها بحلوها و مُرها كما تحوم النجوم بالبدر في لوحة الله البديعة، لذلك تجد أحدنا يتأفف بالأمس وهو راضي الْيَوْم و راضي الْيَوْم و مبتئس في الغد، لأن هكذا حالها و التقلب صبغتها، و “لا يدوم لها حال على شان” وصفها.
المكذب بالحق هو من يظن أن نفحة من نفحاتها ما هي بالزائلة فتصده عن مالك زمام الأمور، و الجاهل بحق هو الذي يقنط فيها من رحمة الله و عطائه اللا منقطع، يستسلم لأول مصيبة و يرسب في أول إمتحان و يستكين للطماتها ولا يحاول التغيير، فسبحان من جعلها لمن لا يفقد الأمل و يسرها لمن يعمل.
„الأمة الفقيرة إلى الله„
أم النصر مامين