
لأن الثقافة هي عمود المجتمع فلا بدّ من وقفة جريئة في طرح مواضيع الساعة، ولأن المجتمع مسؤلية تقع على عاتقنا جميعًا لذا بدأت سلسة ندوات حوارية بهذا الخصوص لحث الجميع على التفكير والمشاركة وإيجاد الحلول الناجعة لهذه الإشكالية.
أقام المنتدى الأدبي اللبناني ندوة ثانية بعنوان “الثقافة إلى أين؟” تحت عنوان “دور التربية في البيئة الثقافية” يوم الجمعة الواقع فيه 28-6-2019 على مسرح القصر البلدي في الجديدة- سد البوشرية، بيروت.
برنامج الإحتفال بدأ بالنشيد الوطني اللبناني، تلى ذلك مقدمة عن موضوع الندوة، ألقتها أمينة السرّ ومقدمة الندوة، الأديبة رندلى منصور، بعدها كلمة لنائب رئيس المنتدى الأدبي اللبناني، الأستاذ محمد إقبال حرب ، تناول من خلالها الوضع الثقافي المتدهور وأطلق مجموعة من التعليقات، أراد من خلالها إلقاء الضوء على الدور الذي يجب علينا أن نمارسه في ظلّ هذه الأزمة المتفاقمة والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعًا.
ثم تلت الكلمة التقديم للشاعر والمربي مفيد منصور الذي شارك في الندوة كمحاضر، تحدث في مداخلته عن “دور الأسرة والمدرسة في التربية” حيث قارب الموضوع التربوي من خلال خمس نقاط أساسية:
– أولًا، تحصين دور الأسرة في عملية التربية الصحيحة
– ثانيًا، دور المدرسة الرسمية والخاصة في التوعية والتوجيه
– ثالثًا، دور المجتمع المدني بكلّ فئاته وتنوعاته ونشاطاته
– رابعًا، دور الأندية والمنتديات الرياضية والثقافية والإجتماعية
– خامسًا، توعية الجيل من الهجمات الإعلامية الدعائية الشرسة الهادفة إلى تدمير القيم.
وبعدها تمّ التعريف عن العميد الركن مارون خريش، رئيس الهيئة الوطنية للمحاربين القدامى، الذي تناول في مداخلته “القيم الأخلاقية في لبنان” من خلال عناوين مختلفة:
- أولًا، تعريف الثقافة وأبعادها
- ثانيًا، تصنيف الأخلاق من خلال أنواع القيم
- ثالثًا، القيم الأخلاقية والمزايا الفضلى وتأثيرها على الإنتظام العام في الدولة من خلال مجموعة من المزايا أبرزها الإستقامة والموجبات القانونية والموجبات الأخلاقية
- رابعًا، الموظف المستقيم وميزاته والعسكري واكتسابه لميزة الإستقامة
أخيرًا وليس آخرًا، فتح باب الحوار مع الجمهور المشارك والذي رغم تواضعه في العدد، إلا أن تفاعله مع الموضوع إن من خلال التعليقات أو الآراء أو من خلال طرح الأسئلة، كلّ بحسب موقعه وموقفه، كان دافعًا رائعًا وأملًا راقيًا بالمستقبل، بخاصة من خلال مشاركة شباب الندوة الثقافية الإجتماعية- القماطية. فمن خلال مشاركتهم الفاعلة ضمّت القاعة نفسها، أجيالًا ثلاث، وهذا نادر الحصول بل شبه مستحيل في العادة، وهذا تمامًا ما أعطى الأمل الكبير في مستقبل أفضل، حث وإجتذاب الفئة الشبابية يجب أن يكون الهدف الأول لكلّ من يعمل في الموضوع الثقافي.