أحياناً يُرسل المُخ إشارات للخلايا العصبية لتحفيز شعور الحِكّة عند حدوث إلتهاب و ألم في الجلد، و هذة الحِكّة ليس عِلاجاً بل هو رد فعل لا إرادي حتي يستطيع الإنسان التغافل عن ألم الإلتهاب بألم وقتي أخر عن طريق تغيير مسار الألم و إحداث صدمة للخلايا العصبية و تشتيت الإنتباه عن الألم الأصلي
مِثله مثل ما يتعرض الإنسان لهزات نفسية عنيفة قد تجعله يفقد صوابهُ و يَفقد السلام النفسي الداخلي و الإنسجام مع العالم و يلجأ إلي أفكار أكثر شراسة من الألم النفسي الذي يمر به، ليريح نفسه عن ما يشعر به من ألم ، و كلمة شراسة هنا لا تحمِل معني العُنف و إنما هي دلالة علي إنحراف العقل عن التفكير المنطقي و اللجوء أحياناً إلي أفكار متمردة تصل إلي حد الإلحاد أو الإنكار لفكرة إله من الأساس.
هذة الأفكار بالطبع بمنأي عن الفطرة السوية التي تتجه إلي فاطرها و تؤمن بوجود إله عادل حكيم، فالواضح لا يحتاج الي توضيح و الظاهر لا يحتاج إلي إستظهار ، و لن أخوض في براهين و أدلة علي وجود الله سبحانه وتعالى و ربوبيته ، و لكن سأُلقي الضوء علي نقطة واحدة فقط ، قد تُلهم شارداً .
من منا لم يخطر بباله و لو للحظات نفس السؤال ، و لو من وراء ستار ، و بالرغم من أننا لن نصل إلي إجابة بعقلنا المحدود و لكن فكرة وجود الإله في حد ذاتها هي راحة نفسية لا حدود لها ، فكيف نستطيع أن نواجه الشر و الظلم في العالم دون الإحساس بأن الله مُطَلِع و يُمهِل و لا يُهمِل ، و إنه راداً للحق حتي لو بعد حين ، كيف نستطيع أن نتحمل الإبتلاء لولا فكرة الأجر و رفع الدرجات ، كيف نستطيع أن نواجه الكرب إلا بالصبر الذي وُعِدنا أن أجره لا يعد ولا يحصى ، كيف نستطيع أن نتحمل ما نكره لولا فكرة أن الله يعلم الخير و عسي أن نكره شيئاً و هو خيراً لنا ، حتي التأمل و الحمد و التفكر في نعم الله و عطاؤه فهو ما يقذف في قلوبنا الشعور بالرضا الذي هو أصل السعادة ، فلولا إدراك النِعَم و الشعور بالرضا لنهشت المشاعر السلبية اكبادنا نهشاً ،
حتي القوانين التي وضعها سبحانه وتعالى من لا تسرق لا تكذب لا تقتل لا تزني لا تفسد في الأرض و غيرها من تنظيم للحقوق كلها حدوداً تدعو للرُقي و تهذب النفس حتي لا تنتهك أو تتعدي علي الأخر
ففكرة وجود إله بالنسبة لي هي الداعم الحقيقي علي السلام النفسي و مواصلة الحياة بسعادة ، فلولا الشعور بأنه سبحانه وتعالى مُطَلِع و هو سندي الذي الوذ به في شدتي و هو العالم ببواطن الأمور و هو الرزاق الكريم و هو الذي يُدبر أمري و هو الذي سيأجرني علي صبري و ياخد لي حقي لما استطعت الحياة،، عدم الإيمان بوجود إله يُكلف أكثر من الايمان.. لأنه إحساس عكس الفطرة.. كحركة الأجسام ضد جاذبية الأرض.. تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً أكثر
فنحن من نحتاج إلي وجود الله سبحانه وتعالى و هو سبحانه الواحد الاحد لا يحتاج لأحد .