
سَتَعْرِفِيْنَ يَا سَيِّدَتِيْ مَعْنَى الانزِوَاءِ
حِينَمَا تَشْرَبِيْنَ كُوبَ “عَصِيْرِ الفَرَاولَةِ” الأَخِيْرِ
سَتَجِدِينَنِي هُنَاكَ خَلْفَ الأُفُقِ
أَضْحَكُ
مُلَوِّحًا لَكِ
سَتُخْرِجِيْنَ مِنْ جَيْبِ مِعطَفِكِ
ذَلِكَ المِنْدِيلَ الذِي مَسَحْتُ بِهِ دُمُوعَكِ ذَاتَ يَومٍ
سَتُلْقِينَهُ فِي نَهرِ الأَحزَانِ
سَتَجِدِينَ شَبَحِيَ يَتَسَلَّلُ فِي الظَّلامِ
يُحِيطُ بِكِ
وَفِي نِهَايَةِ اليَومِ يَجْلِسُ عَلَى حَافَّةِ الذِّكْرَيَاتِ
مُستَحْضِرًا ابتِسَامَتَكِ
وَدُمُوعَكِ المُنهَمِرَةِ
سَيَقِفُ أَمَامَكِ
بِلا لَونٍ
مَادًّا يَدَهُ لِيُرَاقِصَكِ
سَتَرْقُصِيْنَ مَعَهُ مَعصُوبَةَ العَيْنَيْنِ
فِي الذِّكْرَى الخَمْسِيْنَ لِنِهَايَةِ قِصَّةِ حُبِّنَا
سَتَشْتَرِيْنَ الكِتَابَ الأَحْمَرَ
ذَلِكَ الكِتَابَ الذِي كَتَبْتُ بِهِ مُذَكِّرَاتِيَ
سَتَقْرَئِيْنَ فِقْرَةَ الوَدَاعِ بِصَوْتٍ عَالٍ
وَسَتُحَاوِلِيْنَ إخْرَاجَ المِنْدِيْلِ مِنْ جَيْبِ المِعْطَفِ
لَكِنَّ يَدَكِ سَتَخْرُجُ فَارِغَةً
سَتَخْلَعِيْنَ غِطَاءَ رَأسِكِ سَاعَتَهَا
وَسَتُحَرِّرِيْنَ شَعْرَكِ
لِيَطِيْرَ بِكِ حَيْثُ أَجْلِسُ
أُكْمِلُ الجُزْءَ الأَخِيْرَ مِن حَيَاتِيَ
أَتَجَوَّلُ بَيْنَ حُقُولِ العِنَبِ
أَقْطَعُ الثِّمَارَ النَّاضِجَةَ
بِذَلِكَ المِقَصِّ الذَّهَبِيِّ الذِي أَهْدَيْتِنِي فِي عِيْدِ مِيْلادِيَ
أُبْعِدُ عَنْ يَدِيَ عُكَّازِيَ الخَشَبِيَّ
مُصْطَنِعًا قُوَّةً لا وُجُودَ لَهَا
أَرْفَعُ وَجْهِيَ لأرَى الشَّمْسَ
لأرَى وَجْهَكِ وَقَدْ تَوَرَّدَ بِابتِسَامَةٍ عَمِيقَةٍ
لأرَى عَيْنَكِ تُحِيطُنِي
وَتَحْتَوِيْنِي
فَأُبَادِلَكِ الابتِسَامَ
وَأَتَّكِئُ عَلَى الأَرْضِ
وَأَلْفِظُ أَنْفَاسِيَ الأَخِيْرَةَ