أن تكونَ عاشقاً،تكتشفُ أنكَ تصبحُ ياسمينة تتسلق على جدار العمر،تدغدغك جولاتُ حبّات الندى على وريقاتك المخمليّة،تهبُ عِطركَ لأيّ شيء،بأيّ شيء .
أن تكونَ عاشقاً،تشعرُ بأنكَ أصل السعادة ،تهرهرُ السعادة من حركاتك .. سكناتك .. كلماتك .. من صمتك المُتنهّد همّاً أزليّ الصفة.
أن تكونَ عاشِقاً،تشعرُ أنكَ أنتَ أصل الكون،و منكَ اشتقت السموات أسماءها وأوصاف ملائكتها.
أن تكونَ عاشِقاً،تشعرُ أنكَ الحبّ الأوّل،المُحبّ الأوّل،آدم الحبّ،فلكَ ذريّة خاصّة،بصفاتٍ خاصّة بأسماءٍ خاصّة. لكَ أساطيركَ،مغامراتكَ،تناقضاتكَ الخاصّة.
أن تكونَ عاشِقاً،تشعرُ أنكَ مِثلي،يُداعبكَ صوتُ ضِحكتها،فتسافرُ عيونك لأماكن مجهولة الجهة. يضيقُ تنفسك و يختلط الضغط بدقات القلب . يفيضُ المحيطُ من عينيك دون تفسير منطقيّ . على شفاهك تطفو ابتسامة ما،تشعرُ لوهلة أنكَ نيزكٌ سقط قد في المكان الخطأ ، فوجهتك الأصليّة كانت الفردوس العُلى . و الفردوس هناك ، بين الشفة و الشفة .
يتراءى لك أن من عينيها ينهمر الكوثر . و مابين شفتيها بحور الخمر و اللبن . و بعد أن تمضي ، تتسوّل طفايات الحريق ، و حُرّاس الغابة .
هكذا نحن ، و هكذا الحب . و هذه قصّة الفأرة و القط الأزليّة
