
أم مصباح ….. !!
قد كان لنا حديث يفطر القلب ويمزق الوجدان ..
حديث قليل لتاريخ طويل يبدأ بحياتها ويقف غير ذى حراك عند منيتها ..
يحكي ذلك التاريخ لجيل هشٍ كيف تُحمل الضروب .. كانت سيدة ريفية أصيلة كخير ما يمكن أن تعرف فى الريفيات من أصل ودين ..
حملت طيلة حياتها بحق ما لا يمكن أن تحمله الجبال .. ولو فاق الوصف وطال ما شكر صبرها فى قليل منه .. وقل مثل هذا القول وأكثر فى خوفها الذى كانت تحيا به .. وحنينها لرؤية ابنها مصباح إذ أكله الطريق وهو شاب يافع وكان من قبل قد دُعِىَ ظلماً بقضية فلبث فى السجن بضع سنين ..وقد كانت أم مصباح تنظر خروجه من السجن بعد السنوات لهفة لتفجع بموته فى حادثة طريق .. وأصاب الورم الخبيث ابنتها وهى أم مصباح مَن كانت تعينها كل صباح لِتلزم جلسات علاجها .. وفقدت من قبل ذلك وذلك زوجها وقد عاشت إليه حياةً شاقة سوداء .. وهجرها من بعد ذلك وذلك قليل أصل غير ذى حاجة لذكره .. وهى بين الفقد والهجر والحرمان تمضى حياتها تجرع الأسى مصبحة وممسية ..لتحيا كالميتة أو قل تموت فى حياة لا تقيم الأوْد .. ثم تلزعها لهفة الاشتياق لابنها الذى فقدته فى حياته ومماته .. فتنادى باسمه فى ظلمات اليقظة والمنام .. والليلة نفقدها فنبكى دمعا ودما وهى دوننا تفرح بموتها لتلحق بضناها .. لله درك فى قلب الأم التى يطال عمرها من بعد فقد فلزة كبدها .. وكيف لهذا القلب أن يعرف الحراك بعد كل ما أصيب من شوق وألم ويأس وانكسار .. رحم الله ستنا أم مصباح وسنذكرها يوماً لا ريب – إن أردنا أن نذكر للصبر سيدة ….. !!