أدب و ثقافةروايات و قصص

ألوان الحب الحلقة الثانية

إيمان الوكيل

لون فرچينيا.
دخلت فرجچينيا إلى ملهى الفندق العريق ، تبحث بعينيها عن الأصدقاء أصحاب دعوة العشاء ، ثوانى ويأتى مشرف القاعة يرحب بها ويسألها عمن تبحث ويسير بها إلى منضدة صديقتها يسرا وزوجها جمال اللذين يحتفلان بعيد زواجهما العاشر تبدأ (يسرا) فى تعريفها إلى الموجودين، تحييهم فرچينيا مصطنعة الاهتمام ، حتى تصل إلى
… : حسان بيه همام صاحب شركة همام للاستيراد والتصدير تمد فرجينيا يدها تسلم على حسان ، مأخوذة بعينينه العسليتين ولون بشرة خمري فاتح غيرمعتادة لمن فى ملامحه التى تشبه ملامح أهل الصعيد، وكأن نظرته تحيطها بمجال كهربى يدفع الدم إلى وجهها ويحجب عن أذنيها الأصوات إلا صوته : اهلا .
تستجمع صوتها: أهلا بك
تجلس فرجينيا بجوار يسرا مضطربة مما شعرت به، وعيناها عصيتان إلا أن تتابعاه
تميل يسرا على فرجچينيا موجهة عيناها للفرقة النوبية
: انتبهى لعينيك !
: مالها عيناى؟
: لم أرَ لمعانهما منذ زمن ، عموما هو “جنتلمان” حقيقى ، من (الهمامية ) عائلة كبيرة قوية هنا بالاقصر، فى النهاية هو صعيدى ، الغريب أنه لم يتزوج .
تضحك فرجينيا : عيناى مفضوحتان لهذه الدرجة ؟ تبادلها يسرا الضحك
: جدااا
:زير نساء؟
: أبدا ، ولم أره من قبل فى هذه الحالة ، إنه لا يرفع عينيه عنك ، عيناه تلمع كعينيك ، أمركما غريب!
: صديق لجمال؟
:صديق محمد ابن عم جمال الجالس لجواره ،التقيناه كثيرا أنا وجمال
تتابع فرجچينيا عرض الفرقة النوبية التى تنزل من المسرح لترقص بين جمهور الحاضرين ، يفاجئ حسان الجميع باستجابته لراقص الفرقة الذى يأخذ بيده للرقص ويلف معهم حتى يصل لمقعد فرجينيا ، يجذبها من يدها التى تعصيها وتطاوعه و … يرقصان معا…..
تتوقف ساعة الزمن وتصمت دقاتها ، يخلو الكون من البشر، لا ترى فرجينيا إلا عينى حسان التى تغوص داخل عينيها ولا تشعر إلا بيديه تحتوى يديها بألفة ، يقودها برفق وتوافق كأنهما قد رقصا كثيراً فى زمن آخر .
ينتهى العرض وتتوقف الموسيقى تتلفت فرجينيا حولها وقد أفاقت من حلم جميل ، ومازال حسان ممسكا بيدها ومازالت تتركها فى يده
يبتسم حسان ومازال واقفا أمامها : فى الأفلام القديمة البطل يقول للبطلة ” الجو حار نخرج للحديقة؟ ” والبطلة ترد ” فعلا الجو حار” ويخرجان معا للحديقة …ما رأيك؟ تضحك فرچينيا بسعادة : حقيقى يا باشا الجو حار هنا
:اسمِك غريب أنت مصرية ؟
: مصرية جدا ، ولدت قبل موعد الولادة المقرر لظروف أمى الصحية ،دخلت أمى من بعدها عناية مركزة ، قال أبى ليطمئنها إنى جميلة ، بل جميلة الجميلات ضحكت أمى ، وردت عليه فرّجينيا : .. كاسم بطلة فيلم صلاح الدين . ماتت أمى بعدها وصرت أنا فرّجينيا .
يضحك حسان ومازال فى عينيها : جميلة الجميلات . تنخفض عينا فرّجينيا رغما عنها فى خجل غير معتاد لها وترتفع ثانية لتجد عينيه بالانتظار ، تضحك وقد احمر وجهها: لماذا تنظر إلىَ هكذا ؟
: أنا لا أنظر إليك ، فقط أنظر فى عينيكِ ، من المؤكد أن ألف رجل نظر إليك من قبل، هل خجلتِ هكذا ؟
تصاب فرّجچينيا بالدهشة : لا ..نعم ! ، لكن ، ماذا تقصد؟
يهز رأسه بالإيجاب : نعم.. ما فهمت ، خجلتِ منى أنا فقط ويكمل : لا تنكرى ، أنت معجبة بى ، وأنا مفتون بك . تنخفض جفونها رغما عنها ثانية : ماذا تقول ، أنا …
تضحك… : لا .. أقصد نعم ( تضحك مبتعدة بعينيها ) أقصد أن لك “كاريزما”كما يقولون أو أنك تثير انتباهى لأنك غريب .
باستنكار هادئ : فقط لأنى غريب؟
وبلهجة حنونة آمرة : انظرى لى ؟
لا تملك عيناها إلا أن تطيعه
: قلت لا تنكرى ، لماذا لا أنكر أنا أنى مبهور بك ؟
ترد باندهاش غير مصدقة ما هى فيه من اضطراب ، ودقات قلبها تعلو فوق صوتها : مبهور؟
: حقيقة لا اعرف؛ فالجميلات كُثر ، لكنك جذابة مميزة تلملم شتات جرأتها التى تبعثرت : وأنت جذاب متناقض . يضحك حسان بسعادة ودهشة : أنا؟ لماذا؟
: “جنتلمان” ، صعيدى
يضحك بصوت عال غير مبال بمن حوله،ويفاجئها بالسؤال : وقعت بالحب قبلا؟
….يتبع

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
زر الذهاب إلى الأعلى