
…
نهلت فرّجينيا مع حسان شهر من العسل المصفى ،الحب فى اروع صورة والوانه جاذبيته ..جاذبيتها…ثقافته ..ثقافتها ..عطاء…احتواء …كل شييييئ على اكمل وجه
—- مر الطيف المسمى شهر العسل ، وعاد كل منهم لحياته ، هو فى الاسكندرية يتابع اعماله ويقطن بيت اشبه بقصر وهى تتابع عملها فى السفارة وتراعى والدها بعد عودته من دار الرعاية المتخصصة لمرضى الزهايمر والتى اصر حسان على اختيار افضلها ودفع تكاليفها ، على ان يحضر هو فى نهاية كل اسبوع او العكس بالاتفاق بينهما.
فرچجينيا هائمة فى سماء حلمها الذى تحقق ،لا يقلقها الا ….كريمة ، تلك الخادمة الغريبة ،تشبه خادمات الافلام القديمة بشعرها الاسود متموج ينسدل واصلا الى فخذيها تتدلى منه خصلة على جبينها ،عيناها سوداوان واسعتان، ومنديل (أوية) على راسها ، ولبانة دائمة بفمها وجسد متناسق يتمايل جيئة وذهاب ———-
فرجچينيا : احضرى الحقائب من فضلك يا كريمة
تنادى كريمة البواب بتأفف ليحضر الحقائب
حسان : جيجى انتبهى كريمة تعانى من غضروف فى الظهر لذا لا تحمل اثقال
: ولما تتمسك بها وهى مريضة غير قادرة على خدمتك
: العكس ، جيدة فى الخدمة ،بل وتتولى ترتيب كل حياتى هنا ، وتطهو لى كل اطعمة الصعيد تذكرنى بأمى
: امك ؟ لكنها غريبة ، عيناها جريئتان قويتان ، ليست عيون خادمة، ونظراتها لى غريبة، لم احبها
:أنها مسكينة ، مطيعة ، ستعتادين عليها
يتناهى الى مسامعها صوت طفلين يلعبان بالحديقة
: ابناء البواب ؟
: لا انهما طفلا كريمة ،فهى ارملة تعمل لتربى اطفالها، ولا اتحمل ذنب حرمان اطفالها منها ، يكفيهما اليتم
: اتعنى انهما يقيمان هنا … بالمنزل ؟
: دعك منها حبيبتى ، ظهرى يؤلمنى ، اريدك ان تدلكى ظهرى
تحاول فرچجينيا تدليك ظهره بيديها ، يضحك حسان منها
: يداك صغيرتان ضعيفتان …..( ينادى) …كريمة
: ماهذا كريمة تدلك ظهرك؟
: نعم هى معتادة على ذلك ، الم اقل لك انها ممتازة ، مالك مستنكرة كأى زوجة امية رجعية ؟ ما الفرق بين كريمة او اللائى بالنادى الصحى
تأتى كريمة صامتة كعادتها تنظر بشماتة لفرچجينيا ،وبيديها القويتين تؤدى المهمة كمتخصصة ثم تنصرف
: أرأيت كيف تنظر لى ، انتظرتك ترد انت على نظرتها
: حبيبتى، انها مجرد خادمة غبية، ما رأيك احضر انا لك القاهرة الاسبوع القادم مادام المكان هنا لايروقك ؟
: اهذا هو الحل ، المكان يروقنى ،لكنها هى ، وانت ترى الامر عاديا ، تتعامل كأن مكانتها من مكانتى وتبعدنى عن البيت لاجلها
ينظر لها حسان مستنكرا: مكانة كريمة من مكانة فرجچينيا جميله الجميلات؟ فقط لن اجد من ترتب حياتى مثلها ، المرة القادمة سأعطيها اجازة مدة بقاءك ،فقط لا تأتى بدون ان تخبرينى حتى امرها بتحضير الطعام والمنزل
: أتيك بأخرى متعلمة نظيفة تقوم بعملها
: ارجوكى حياتى مرتبة لا اريد ارباكها ، لو انك معى ما اهتممت بها ولا بغيرها لكنها الظروف.
أنقضت عطلة نهاية الاسبوع وعادت فرچجينيا الى عملها مهمومة مما حدث ، يجافيها النوم ليلا وقلة التركيز نهارا حتى اتخذت قرارا ، طلبت من الطبيب المعالج لابيها إرسال ممرضة تعتنى بأبيها لمدة أسبوع ، حزمت حقائبها بما يكفي لاسبوع عسل على ان تسافر صباح اليوم التالى.
تدخل الى سريرها مبكرا ولم تنسى ان تحادثه كعادتهما كل مساء دون ان تخبره بمفاجأتها ، يحول القلق بينها وبين النعاس
تحدث نفسها : سيسعد بالمفاجأة دون شك ، لكن الطعام الصعيدى الذى تتقنه تلك الخادمة …السمن والبصل و… ماذا سأفعل … لاشيئ كما كنا بشهر العسل ، ليكن طعامنا اسماك واصداف وجمبرى على الشاطئ …ولما الغد ، ليكن الان تنهض وترتدى ملابسها بسرعة لتبدأ رحلتها…… تقود سيارتها وهى تتخيل وقع المفاجأة عليه ، تحلم بنظراته الحنونة وابتسامته التى تعشقها ، حتى تصل
تطلق فرچجينيا صرخة مدوية : انت ….و الخادمة ؟