أدب و ثقافةروايات و قصص

ألوان الحب الجزء الرابع

ايمان الوكيل


نهلت فرّجينيا مع حسان شهر من العسل المصفى ،الحب فى اروع صورة والوانه جاذبيته ..جاذبيتها…ثقافته ..ثقافتها ..عطاء…احتواء …كل شييييئ على اكمل وجه

—- مر الطيف المسمى شهر العسل ، وعاد كل منهم لحياته ، هو فى الاسكندرية يتابع اعماله ويقطن بيت اشبه بقصر وهى تتابع عملها فى السفارة وتراعى والدها بعد عودته من دار الرعاية المتخصصة لمرضى الزهايمر والتى اصر حسان على اختيار افضلها ودفع تكاليفها ، على ان يحضر هو فى نهاية كل اسبوع او العكس بالاتفاق بينهما.

فرچجينيا هائمة فى سماء حلمها الذى تحقق ،لا يقلقها الا ….كريمة ، تلك الخادمة الغريبة ،تشبه خادمات الافلام القديمة بشعرها الاسود متموج ينسدل واصلا الى فخذيها تتدلى منه خصلة على جبينها ،عيناها سوداوان واسعتان، ومنديل (أوية) على راسها ، ولبانة دائمة بفمها وجسد متناسق يتمايل جيئة وذهاب ———-

فرجچينيا : احضرى الحقائب من فضلك يا كريمة
تنادى كريمة البواب بتأفف ليحضر الحقائب
حسان : جيجى انتبهى كريمة تعانى من غضروف فى الظهر لذا لا تحمل اثقال
: ولما تتمسك بها وهى مريضة غير قادرة على خدمتك
: العكس ، جيدة فى الخدمة ،بل وتتولى ترتيب كل حياتى هنا ، وتطهو لى كل اطعمة الصعيد تذكرنى بأمى
: امك ؟ لكنها غريبة ، عيناها جريئتان قويتان ، ليست عيون خادمة، ونظراتها لى غريبة، لم احبها
:أنها مسكينة ، مطيعة ، ستعتادين عليها
يتناهى الى مسامعها صوت طفلين يلعبان بالحديقة
: ابناء البواب ؟
: لا انهما طفلا كريمة ،فهى ارملة تعمل لتربى اطفالها، ولا اتحمل ذنب حرمان اطفالها منها ، يكفيهما اليتم
: اتعنى انهما يقيمان هنا … بالمنزل ؟
: دعك منها حبيبتى ، ظهرى يؤلمنى ، اريدك ان تدلكى ظهرى
تحاول فرچجينيا تدليك ظهره بيديها ، يضحك حسان منها
: يداك صغيرتان ضعيفتان …..( ينادى) …كريمة
: ماهذا كريمة تدلك ظهرك؟
: نعم هى معتادة على ذلك ، الم اقل لك انها ممتازة ، مالك مستنكرة كأى زوجة امية رجعية ؟ ما الفرق بين كريمة او اللائى بالنادى الصحى
تأتى كريمة صامتة كعادتها تنظر بشماتة لفرچجينيا ،وبيديها القويتين تؤدى المهمة كمتخصصة ثم تنصرف
: أرأيت كيف تنظر لى ، انتظرتك ترد انت على نظرتها
: حبيبتى، انها مجرد خادمة غبية، ما رأيك احضر انا لك القاهرة الاسبوع القادم مادام المكان هنا لايروقك ؟
: اهذا هو الحل ، المكان يروقنى ،لكنها هى ، وانت ترى الامر عاديا ، تتعامل كأن مكانتها من مكانتى وتبعدنى عن البيت لاجلها
ينظر لها حسان مستنكرا: مكانة كريمة من مكانة فرجچينيا جميله الجميلات؟ فقط لن اجد من ترتب حياتى مثلها ، المرة القادمة سأعطيها اجازة مدة بقاءك ،فقط لا تأتى بدون ان تخبرينى حتى امرها بتحضير الطعام والمنزل

: أتيك بأخرى متعلمة نظيفة تقوم بعملها
: ارجوكى حياتى مرتبة لا اريد ارباكها ، لو انك معى ما اهتممت بها ولا بغيرها لكنها الظروف.
أنقضت عطلة نهاية الاسبوع وعادت فرچجينيا الى عملها مهمومة مما حدث ، يجافيها النوم ليلا وقلة التركيز نهارا حتى اتخذت قرارا ، طلبت من الطبيب المعالج لابيها إرسال ممرضة تعتنى بأبيها لمدة أسبوع ، حزمت حقائبها بما يكفي لاسبوع عسل على ان تسافر صباح اليوم التالى.

تدخل الى سريرها مبكرا ولم تنسى ان تحادثه كعادتهما كل مساء دون ان تخبره بمفاجأتها ، يحول القلق بينها وبين النعاس
تحدث نفسها : سيسعد بالمفاجأة دون شك ، لكن الطعام الصعيدى الذى تتقنه تلك الخادمة …السمن والبصل و… ماذا سأفعل … لاشيئ كما كنا بشهر العسل ، ليكن طعامنا اسماك واصداف وجمبرى على الشاطئ …ولما الغد ، ليكن الان تنهض وترتدى ملابسها بسرعة لتبدأ رحلتها…… تقود سيارتها وهى تتخيل وقع المفاجأة عليه ، تحلم بنظراته الحنونة وابتسامته التى تعشقها ، حتى تصل
تطلق فرچجينيا صرخة مدوية : انت ….و الخادمة ؟

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى