ثقافة و حوارمقالات الرأى

“أقلام تكتب و عيون لا تقرأ”

للكاتبة :منال سناء

“أقلام تكتب و عيون لا تقرأ”

بقلم الكاتبه / منال سناء

أقلامنا تنزف حزناً علي أجيال لا تشتري صحف، ولا مجالات؛ أجيال تعشق كل شيء إلا القراءة.. أجيال شعارها يكفينا ما نقرأ من كُتب دراسية؛إنها كُتب عقيمة لا فائدة منها.
انهم يجهلون قيمة القراءة(القراءة غذاء الروح والفكر).
هي مفتاح أبواب العلوم والمعارف فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله.
يُحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها: ( هنا غذاء النفوس وطب العقول ).
ولحظة تأمل بسيطة في مجتمعنا نجد واقع مرير جداً الكثير من الكتب ضاعت أو أهملت ومنها ما اندثرت أو تخلص منها أصحابها على مرّ التاريخ،
لأسباب مختلفة منها حلول النت محلها والإهمال والخمول وعدم الإقبال عليها لارتفاع أسعار الكتب.
وأتذكر في السابق كان هناك تحفيز علي القراءة من خلال وسائل كثيرة منها:
*استعارة الكُتب من “مكتبة المدرسة” التي كانت تحتوي على كُتب قيمة ومتنوعة وشيقة.
*مهرجان القراءة للجميع الذي يبدأ مع بداية الإجازة الصيفية.
*مشروع المكتبات المتنقلة التي تطوف قرى وشوارع ومحافظات مصر.
*ظاهرة كانت داخل الأسرة إهداء أفرادها بعضهم البعض للكتب _ تشجيع علي القراءة_.
كان كل بيت يمتلك ركن صغير وبسيط يطلق عليه مكتبة وتختلف حسب المستوي الاجتماعي؛ هذا الركن غني بكتب قيمة من الكتب النادرة والرائعة.
اختفاء كل هذا ساعد علي تفشي ظاهرة الجهل.
فلابد غرس حب القراءة من الصغر في نفوس أولادنا بتوفير بعض القصص الشيقة وقصص السيرة ومكافأتهم دائما بمزيد من الكتب الجذابة التي تحفزهم علي استمرار القراءة.
والاهم الابتعاد عن فرض نوعية من الكتب نترك لهم اختيار ما يريدون قراءته كلاً حسب ميوله و اصطحابهم إلي المكتبات العامة ونوادي ثقافية و مكتبات تجارية وتعويدهم علي اختيار الكتب.
تدهور القراءة….أفقدنا الكثير و الكثير إني حزينة علي جيل فقد الصديق الوفي وفقد المعرفة والمعلومة التي تبني فكره وعقله؛ وتخلق منه مبدع فنان يفيد مجتمعه، وأسرته وكل المحيطين به وتصل به إلي إنسان مثقف واعي ومتخصص يقود وطن ويرفع مستواه وطن راقي… متقدم… مواكب التطور.
يا شباب.. القراءة ليست من الكماليات أو شيء للرفاهية بل هي فريضة إسلامية.
ألم تسمع قوله تعالى: (إقرأ) هذا أمر وبيان لأهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”هي كلمة
*اقْرَأْ في قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
(صدق الله العظيم )
وهذا له دلالة كبيرة وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة .
وإذا تأملنا بعض مواقف السيرة النبوية نجد اهتمامًا كبيرًا جدًا بقضية القراءة منها:(موقف فداء الأسرى في بدر) ؛ فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم “عشرة من المسلمين” القراءة والكتابة وفي هذه الحادثة دلالة واضحة وهامة على أهمية القراءة والكتابة ، لأنها احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم.
لهذه المواقف ولغيرها
غرس حب القراءة في قلوب المسلمين، وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة: “مكتبات بغداد ، وقرطبة ، وأشبيلية ، وغرناطة ، والقاهرة ، ودمشق ، وطرابلس ، والمدينة ، والقدس…. “
تاريخ طويل جداً من الثقافة والحضارة والعلم.
هذه هي قيمة القراءة في الميزان الإسلامي .. وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين.
لقد ذُكر عن ((عباس محمود العقاد)) أنه قال: القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم.
يا أمتنا: إن لم نقرأ ، لن نجد سبيلاً للتقدم والتطور لأن كل حرفة.. وظيفة مهما كانت، تتطلب المعرفة، وتتطلب مزيداً منها كل يوم في ظل هذا العصر, عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المسارعة.
عودوا أولادكم ان القراءة مهمة..استغلوا
فرصة إقامة معرض الكتاب…نظموا رحلات …وعلموا أولادكم كيفية إختيار الكتاب المناسب لتنمية شخصيتهم وتشكيلها وإبراز الإبداع والابتكار والأهم تشكيل العقل لديهم.
بقلم/ منال سناء

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى