
☕فنجـــان قهــــوة مـــــع ديدة☕
جلست ديدة،وطلبت مني أُعد الفنجان وقالت: حرفياً من فضلك يا حفيدتي جهزي لنا قهـــوة هذا الصباح..
تعجبت ليس من الطلب لكن أسلوب الطلب هذا يعني أن ديدة تريد توصيل شيئًا ما جئت بـــ الفناجين؛ وجلست أمامها.
أخذت مني الفنجان وقالت: تسلم إيدك يا حبيبتي..ثم رفعت الفنجان إلى فمها وأخذت رشفة ونظرت نظرة حب..وقالت
الله..الله مذاق البن غاية في الجمال…
ضحكت..حفيدتي أنتيِ مندهشة أليس هذا أسلوبي معكي؛ ألست دائماً أشكر الصغير فيكم.
اجلسي أحكي لكي تفاصيل يوم مَر عليّ أحداثه غريبة جداً
الأمس..كنت و جارتي نتناول قهـــوتنا
وعادت حفيدتها التي كانت في محاضرة عن فـــن التعبير عن الشكـــر
جلست الحفيدة مبهـــورة تحكي لنا عن المُحاضـــرة التي كان عنوانها
☆تعلم أن تقـــول: “شكـــرا”☆
وبدأت المحاضرة بـــ أسئلة للحضور
*هل انت تعرف تشكـــر؟*
*هل انت شخص يشكـــر الناس؟*
*كيف نمارس فـــن الشكـــر؟*
سألت الحفيدة: هل المحاضـــرة تابعـــة لـــ وزارة التربية و التعليم هل المحاضرة مجانيـــة ؟
الحفيـــدة: لأ..
إنها محاضـــرة تنمية بشرية، دفعت فيها ثمن طبعاً.
قالت:المبلغ(…..)
ديـــدة: مبلغ باهظ؛ ومُبالغ فيه؛ وطلبت منها تفاصيل المحاضرة.
الحفيـــدة: بدأت الدكتورة…
“الطيور تشكر الله باستمرار، تسبحه على نعمه، فقد خلقها،ورزقها، سخر لها أسباب المعيشة، ولذلك نجدها متعاونة”
*فماذا عنا نحن البشـــر العقـــلاء؟!*
الإنسان الذي يشكـــر الناس يكون أكثر نشاطاً، و نجده متفائـــلا،ً وبعيداً عـــن الاكتئاب؛
بالتأكيد موضوع المحاضرة غريب وقد يكـــون للبعض عجيب؛ لكنه موضـــوع خطيـــر عندما علمت أن عدد الحضور مجموعة كبيرة من الشباب… الفتيات
متواجدين لـــ يتعلموا كيفية التعبير بالشكر.. حاضرين درس عـــن واجـــب التعامـــل بالشكر والامتنان. التعرف عن
أهمية الشكـــر في حياتنا.
هذا دليل على أن الأسر فقدت فيمابينهم
التعبير، والشكـــر، والسعادة؛ وأصبحت العلاقات الإنسانية بها خلل.. بُخْل..هذا يعني أن الأسر فقـــدت دور التوجيه، و التربية.
تذكـــرت أيام زمـــان عندما كان أولادي صغار كنت دائماً أطلب منهم الشىء؛ و عندما يقومون بعمله أشكرهم؛ كذلك عندما أُنجز لهم طلب كانوا طلبوه مني لابد أن يشكروني عليه…تربوا علي شعار
《إن الشُكـــر أدبٌ عظيم جداً》
وتذكرت يوماً كنت وزوجي وأولادي في عزومة عند عمتهم_”أخت زوجي”_ طوال وقت الطعام أولادي علي لسانهم” تسلم إيديك يا عمتو” و ” الأكل جميل، تحفة”
في نهايـــة اليوم قبل مغادرة منزل العمة قبلوها ثم قالوا:حضرتك تعبتِ جداً..للعلم وقتها_كان أعمارهم مابين التسعة أعوام، و الخامسة عشر_ لكنهم تعودوا على هذا معي فأصبح من الضروري التعبير بحب؛ولن أنسى هذا اليوم، ونظرة التعجب من زوج العمة؛ وقال لهم :
أنتم أولاد محترمين جداً، تحبون عمتكم أوي… أنتم صغار علي هذه المجاملة؛ أين تعلمتم هذا؟ ردوا فعلاً بنحب عمتنا لكن كمان أكلها حكاية، ويستحق المدح، وهي أيضاً تستحق الشكـــر.
تعلمنا هذا من أُمنا؛ يا عمو “ماما” كانت تضــع لنا ورقة علي حائــط حجــرتنا مكتــوب في داخلها
” إنني سعيد جداً … لأنني أشكر الناس” رد عليهم الشكر أسلوب راقي؛ وأنتم أولاد راقيه جدا…ومن يومها ترسخ في ذهن، و نفس أولادي أن الشكر أدب رفيع وله طرق كثيرة تبــدأ من الكلمات إلى الأفعال البسيطة.
قد تكون بسمة راضية في وجه من يقدم لنا أي خدمــة؛ أو لمسة حانية بمساعدة؛ أو دعوة لنا.
عــدنا يومها وقلت: لهم كونــوا من الفئة الشاكرة القليلة التي تُدخل علي الآخرين البهجة والسرور.
الحفيدة:
حقيقي كلامك يا ديدة، وأنا تعلمت منك وعلمت أولادي.
هذا الشكـــر لن ينقص من قدرك شيئًا لأن البعض يعتقد أن شكـــر الآخرين هو ضعف..الغريب يا ديدة الغرب يقتبس من ديننا ويبدأ في دراسات، أبحاث؛ ويخرج بتوصيات للإنسانية…
كنت قرأت في “مجلة طبية” بحث طبي يؤكد الطبيب فيه على أهميـــة الشكـــر في حياة الإنسان الناجح؛ كم للشكر تأثير مذهل في حياة معظم المبدعين.
وأكد الدكتور “جون غراي” وهو طبيب نفسي؛ وأحـــد المُبدعيـــن الذين بيعت ملايين النسخ من كتبه.إن الشكر الحافز للقيام بمزيد من الإبداعات.. النجاحات. إنه يقـــدم لك المزيد من الدعم.. القوة.
☆وهناك دراسة حديثة أخرى تَبين أن الامتنان والشكر يؤدي إلى السعادة، وتقليل الاكتئاب، زيادة المناعة ضــد الأمراض.
إن أكثر ما لفت انتباهي في أقوال: الخبراء في النجاح، وتطوير الشخصية والإبداع؛ وتوصيةالمُحاضرين.
هو أننا نبدأ صباحنا”بالشكر لله”وكل هذا مأخوذ من وصايا الرسول(عليه الصلاة والسلام).
حفيدتي: أصبحنا نلهث وراء الشعارات، المظاهر؛و التقاليع؛ سعداء أننا مُتجددين
نقرأ كثيراً عن فن ممارسة الشكر.
نسينا أن الله وضع لنا “كتالوج” عــن كيفية
ممارسة الشكر؛ وأنه دواء مجاني لعلاج أمراضنا ومشاكلنا النفسية، الصحية.
بقلم الحفيدة/ منال محمد سناء