
تنفس المحبون ،و على مقربة من الشمس نهض الشاعر ،و انطلقت انظار القوم أهو الشاعر الذي سينفض الغبار عن القمر و يعبر عن مشاعر البشر؟أم أنه شاعر أرهقته أغلال الذكريات؟ يا قوم ! لا تستبقوا الأحداث فالحب النقي يسمو و شاعره يبدع أجمل القوافي الحب وردة تفوح بأريج ينعش الكون ، و لكنها النفوس التي لا تفهم الحب هي التي تشوه وجه الحب بأخيلة لا تمت الى حقيقته بشيء الحب وطن لم يسكنه الكثيرون ، ذلك أنه لا يقبل الا الصادقين و هو كذلك يحتوي على التضحية و الشوق و الإيثار و هي معان لا تسلم قيادها للماديين و أصحاب المصالح فلتصبروا على شاعركم؛ فهو ينبض بالحب و لكنه يريد أن يطهر نفسه من نقطة غامقة غرست بوحشية في قلبه؛ هم يؤذونه و هو يمسح عن قلبه آثار قسوتهم شاعركم بخير ، و أنتم تتنفسون الحب ، و الحب سمو و نقاء الحب هو أن يكتب ” خليل السكاكيني” كتابه عن زوجته التي ماتت قبله و يسميه:(لذكراك) و هو أن يموت إبنه “سري” فلا يكتب عنه لأنه مات حزنا عليه حين يتنفس الشعراء الحب لماذا لا تنطلق أشعارهم في البر و البحر عصافير شوق و همس و صفاء ؟ و أين الأسفار التي كتبوها عن نبتة تكاد أن تذبل لأنها حرمت من هواء الحب ؟ كان الشعراء يستنهضون الهمم نحو الحروب بقصيدة أو أبيات قليلة فإذا بالسيف يخرج من غمده لينشر الشقاء في بلد المتحاربين ، فأين القصائد التي تحث على الحب ليخرج الناس من قبور الحقد الى رياض التآلف و التسامح؟ المحبون ينثرون الحب ببساطة و ينتظرون شاعرا يترجم حبهم بجزالة و عاطفة و خيال ، و ألى ان يحضر الشاعر الطاهر فليستمر الحب في العالم يشدو بعفويته الساحرة