
يتمتع الأب بحظ وافر من المحبة و الاحترام ، ذلك ان التضحيات التي قام بها من أجل أبنائه عظيمة تستحق ذلك و أكثر ؛ مع أن حسن صحابة الأم مقدمة على حسن صحابة الأب ، و أجر الأم عند الله يضاعف على أجر الأب. و قد ازدانت حركة الأدب العربي بآباء آخرين ؛ و هم الذين تأثر بهم الشعراء و الأدباء، فقد يكون هذا التأثر مصحوبا بالعاطفة ، و قد يكون تأثرا بطريقته في الإبداع فقط. فالأديب المصري محمود تيمور تأثر بالكاتب الفرنسي موباسان ، و كان يصرح بذلك كثيرا مع اختلاف البيئة و الثقافة . أما نزار قباني فقد جمع تحت عباءته عددا كبيرا من المتأثرين ، فقد ذكر الناقد رجاء النقاش أن محمود درويش في ديوانه الأول عصافير بلا أجنحة تأثر بنزار قباني تأثرا عجيبا ، و كذلك الشاعر السعودي محمد الثبيتي تأثر بنزار في بداياته ، أما الشاعرة الكويتية سعاد الصباح فلم تنفي تهمة التأثر بنزار ؛ بل أعلنت أنه مدرسة شعرية و أنها لا تنكر تأثرها به. أما الشاعر حبيب الزيودي فقد تأثر بالشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) ؛ و لكنه في ” مئوية عرار ) ثار عليه ؛ و أظهر براءته منه ففهمه البعض فهما خاطئا ، و لم يتنبهوا إلى أن الشاعر لم ينف تأثره بعرار و لم ينكر إعجابه به ، فقد كان عرار شاعرا مبدعا مثقفا ، و لكن حبيب الزيودي أراد أن يبين للناس أن تأثره بهذا الشاعر لا يعني أنه فقد شخصيته الشعرية المتميزة ، و ان محبته لهذا الشاعر لا يعني أنه نسخة طبق الأصل عنه . جاءت قصيدته عنيفة ؛ لتؤكد أن الشاعر له تفرده الخاص به و استقلاليته التي لن يتخلى عنها ، كما يعجب الإبن بأبيه و يحبه أكثر من محبته لشخص آخر و لكنه مع ذلك مستقل عن أبيه في كل شيء ، قال حبيب الزيودي في مئوية عرار : أبعد غمامك عن حقولي فهي تستسقي غمــــــــامي اليومَ لي لغتي و ترعى في مفاليها رئامـــــــــــــي و اليوم لي باعي و ايقاعي يفيض على كلامــــــي و اليوم لي قمحي و حوراني و عماني و شامـــــي و اليومَ لي وشمي و باديتي و قطعاني أمامـــــــي خلفتني وحدي أجوس الأرض و البيد الظوامـــــي